وقع معلم في مدرسة قباء المتوسطة بحي أم الحمام غرب الرياض، أثناء محاولته تثبيت العلم على سارية مرفوعة في فناء المدرسة، فانكسرت عدة فقرات في عموده الفقري. وتحولت قضية المعلم بعد نقله إلى المستشفى لتدور حول التعامل الذي وجده في المستشفى؛ حيث اضطر إلى قضاء 30 ساعة، قبل أن يحصل على سرير ويتلقى العلاج. وزارت “شمس” المعلم محمد النفيعي في قسم التنويم بمجمع الرياض الطبي (الشميسي)، وتحدّث إلى “شمس” عن تفاصيل الحادثة، حيث أوضح أنه صعد فوق مدخل المدرسة الذي يرتفع بعلو أربعة أمتار، لتثبيت العلم على ساريته، “وعندما قمت بتثبيته وبدأت بالنزول زلّت قدمي ففقدت التوازن ووقعت على ظهري”، وتابع: “اجتمع حولي زملائي المعلمون وانقسموا إلى فريقين، فمنهم من كان يرى وجوب نقلي بسيارة خاصة إلى المستشفى بدلا من انتظار الهلال الأحمر، فيما رأي الآخرون وجوب انتظار الإسعاف لنقله دون التسبب بمضاعفات، خصوصا أن الإصابة في منطقة الظهر وهي حساسة”. واستقر الرأي أخيرا على انتظار سيارة الإسعاف التي وصلت بعد 20 دقيقة من البلاغ، بحسب النفيعي. وبوصول الإسعاف سئل النفيعي إلى أي مستشفى يريد أن يُنقل، فأبدى رغبته في العلاج لدى مستشفى الملك خالد الجامعي، ولكن عدم وجود ملف له هناك أجبر المسعفين على نقله إلى مستشفى الشميسي. ويروي النفيعي تفاصيل ما حدث ساعة وصوله بقوله: “مكثت في بهو المستشفى عند وصولي نحو الساعة الثامنة صباحا، فأخذ ممرضون درجة حرارتي وقاسوا ضغطي، ثم تركت في الممر مدة أربع ساعات، لم يتحدث فيها أحد إلي”، وأضاف: “لم يوفر لي المستشفى أي شيء، فضلا عن أن يفحصني طبيب؛ فحتى الغطاء الذي طلبت توفيره لأتقي البرد لم أحصل عليه، واضطررت إلى إرسال أحد زملائي ممن كانوا برفقتي لإحضار بطانية من خارج المستشفى”. ويواصل: “وفي الساعة ال11 ظهرا نقلت إلى قسم الأشعة، لكن فني الاشعة قال إنه لن يجري فحص الأشعة قبل أن يأتي (حمالون) لنقلي من السرير الذي أرقد عليه إلى طاولة الأشعة، ثم نقلت إلى غرفة الطوارئ وظللت هناك من ظهر ذلك اليوم حتى فجر اليوم التالي، ولم يأتِ لزيارتي خلال هذه الفترة أي طبيب، ولم يحدثني أحد عن حالتي”. وتابع النفيعي روايته: “في فجر اليوم التالي نقلت إلى التنويم، وظللت هناك أيضا دون وجود أي طبيب، ولكن في فترة الضحى بعد زيارتي من قبل عبدالعزيز الدبيان مدير التربية والتعليم بالرياض، وصلني طبيبان استشاريان وظهر اهتمام مفاجئ بي، حيث نقلت لقسم الأشعة وأخذت لي ثلاثة فحوصات، ثم حوّلت إلى قسم العلاج الطبيعي وفُحصت عبر تمارين التحميل والتقوية، وطمأنني الطبيب للمرة الأولى بأن الكسور في الفقرات لا تحتاج إلى تدخل جراحي”. من جانبه، قال عبدالله النفيعي شقيق المصاب، إن أخاه ظل لأيام دون فحص، وأشار إلى أنه سأل أحد الأطباء عن حالة شقيقه في حينها فأخبره مباشرة دون الاستناد إلى فحوصات مبدئية أن المريض يجب أن يخضع لعملية جراحية؛ ما أشاع القلق في وسط الأسرة وزملاء المصاب، قبل أن يتأكد الجميع من أن التدخل الجراحي غير لازم.