كما قال أحد الإخوان في مقال قبل سنة: إنه مكتوب علينا أن كل وزير معارف يمر نبكي على الذي قبله، ومنذ أن تولى الوزارة الوزير العبيد وحال المعلم إلى الأسوأ، فكنا نتوقع إلغاء إجازات للصفوف الأولية، حتى تزيد من إجازة المعلم ليريح رأسه بعد عناء موسم دراسي فنفاجأ بتقليص إجازات المعلم ومساواتها بالموظف، وهل يقارن الموظف بالمعلم؟ فلو طلب من موظف أن يحضر حصة لرجع إلى إدارته وحمد ربه على النعمة التي وهبها الله له؛ فالمعلم يتحمل من الإهانات، والشتائم، والذل والإرهاق، والتعب والمرض ما لا يتحمله بشر، لأن غيره جالس على مكتبه مرتاح وحباله الصوتية في إجازة، لا تهديدات تؤثر في السيارة، ولا تهديدات بالضرب، لا تهديدات بسرقة إطارات السيارة، ناهيك عن إزعاج 700 طفل يوميا؛ فإذا كان الأب لا يتحمل مشاكل طفل واحد في بيته فما بالك بمعلم مكتوف الأيدي يقضي يومه بالصراخ وتهدئة الطالب الفلاني والعلاني، ويمضي به العمر وهو معلم ومحلك سر طوال 40 سنة، بينما الموظف يترقى حتى يصل مبتغاه، أما “ثور الساقية” فيظل يدور عليها حتى يموت، وهنا في نهاية مقالي أتمنى من خادم الحرمين رفع الظلم الذي وقع علينا بسبب قرارات صدرت من مسؤولين في وزارة التربية لم يمروا بفترة تدريس إنما حصلوا على بكالوريوس ثم ماجستير ثم دكتوراه.. وختاما أتمنى من كبار المسؤولين إعادة النظر في قرار توحيد الإجازات لأن الإجازة قليلة، إضافة إلى أن الفصل الدراسي الأول لعام 1430ه قد انتهى منهجه، ولكن المعلم مجبر على الدوام، حتى إن لم يكن هناك طلاب. إنه ظلم واضح وفاضح للمعلمين الذين يعاني بعضهم مشكلة الاغتراب عن ذويهم. ولكن ربما يحين الوقت، وينصلح حال وزارة التربية والتعليم.