مشاعل تلك البنت التي لم تتجاوز 16 ربيعا ماتت في الشتاء الماضي في مدينة عرعر؛ لذنﺐ لم تقترفه ولسبﺐ بسيط وهو ﺃن والدها لا يقتني بيتا يقيها من شر الحر والبرد. ماتت من البرد ومن سوء التغذية ﺃيضا.. شدة البرد القارس في الشمال الذي لا يرحم، حيث كانت تقطن تلك العائلة في بيت من الصفيح ويأتيها البرد من كل مكان حتى ماتت ابنتهم مشاعل. الإعلام لم يسلط الضوء على قصتها بل كتﺐ سبﺐ وفاتها بأسطر قليلة ثم نام الإعلام ودخل في سبات عميق، وصل لبعض المنتديات ولبعض الصحف ثم انتهى الخبر، وبعد ذلك تم غض الطرف عن المشكلة وما هي مسبباتها وكيفية طرق العلاج لكثير من العوائل التي تعاني نفس معاناة مشاعل عرعر، حيث إن هناك خرابات وعششا وبيوتا من الصفيح في شمال السعودية، وفي حفر الباطن، وفي نجران وجيزان، وفي كل مدينة من مدن بلادي. ﺃليس من باب ﺃولى ﺃن تتم معالجة هذه المشكلة قبل وفاة مشاعل ﺃخرى، في ﺃكثر من منطقة؟ وحقيقة لا ﺃعلم إن كانت هناك ﺃكثر من مشاعل قد لاقت حتفها، في ﺃحد بيوت الصفيح. ويجﺐ على وسائل الإعلام تسليط الضوء على ﺃولئك الذين يعانون فقر الحال وعسره، وﺃين المسؤولون من ذلك؟ ولكنني متيقن ومدرك في النهاية ﺃن حياة الإنسان ليست رخيصة في وطني.