النية لعمل الطاعات والأعمال الصالحة واغتنام فرصة الوجود على قيد الحياة لأن كثيرا من الأموات الآن يتمنون وجودهم بيننا لكي يعملوا ﺃي عمل صالح يقربهم من اﷲ سبحانه وتعالى، وليحرص كل واحد منا على ﺃن تكون صفحته بيضاء خالية من الذنوب والمعاصي. من جهته طالﺐ الشيخ الدكتور ﺃسامة خياط بأن تكون نهاية العام وقفة لمراجعة الذات ومحاسبة النفس والوقوف منها موقف التاجر الأريﺐ من تجارته الذي يجعل لنفسه زمنا معلوما ووقتا مضروبا ينظر فيه إلى مبلغ ربحه وخسارته، باحثا عن الأسباب متأملا في الخطأ والصواب، وﺃضاف: "مثل هذا المسلك الذي ذكرته هو سلوك المسلم الواعي الذي يرغﺐ في ﺃن يربو في شرف مقاصده وسموﱢﺃهدافه وكمال غاياته على ذلك لأنه سعيٌ إلى الحفاظ على المكاسﺐ الحقة التي لا تبور تجارتها ولا تكسد سوقها ولا تفنى ﺃرباحها لأنها الباقيات الصالحات التي جعل لها سبحانه مكانا عليا ومقاما كريما وفضﱠلها على ما سواها فقال سبحانه" ﭐلْ مَالُ وَﭐلْبَنُونَ زِينَةُ ﭐلْحَيَوٰةِ ﭐلدﱡنْيَا وَﭐلْبَٰقِيَاتُ ﭐلصﱠٰلِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابً ا وَخَيْرٌ ﺃَمَلا "[الكهف: ، 46] ولذا كانت العناية بهذه المراجعة والحرص على هذه المحاسبة دﺃبَ ﺃولي النهى وديدن الأيقاظ ونهج الراشدين وسبيل المخبتين، لا يشغلهم عنها لهوُ الحياة ولغوها وزخرفها وزينتها؛ فيقطعون ﺃشواط الحياة بحظ موفور من التوفيق في إدراك المُنى وبلوغ الآمال والسلامة من العثار"، وﺃضاف: "ارتباط المراجعة والمحاسبة بالتغيير إلى الأفضل والأكمل ﺃمر مسلم به، فالمراجعة ﺃوالمحاسبة تجعل عين المرء على مواطن النقص ومواضع الخلل ومجالﺐ الزلل، فإذا صحﱠمنه العزم وخلصت النية واستبان الطريق، وصدﱠق ذلك كلﱠه العمل جاء عون اﷲ بمدد لا ينفد، فأورث حسن العاقبة وتبدلَ الحال وبلوغ المراد"، منبها إلى ﺃن الحاجة إلى سلوك نهج المراجعة والمحاسبة ليس خاصا بأفراد ﺃو بطائفة بعينها، بل إن الأمة بمجموعها بحاجة إليه ﺃيضا ولا غناء لها عنه وهي تودﱢع عاما وتستقبل عاما جديدا، وبالتالي فالأمة مطالبة بالمراجعة المتﱠسعة الأبعاد لكي يعم نطاقها ويعظم نفعها، ووجه خياط بضرورة ﺃن يكون عندنا نظرة شاملة للأحداث وتأمل واع للنوازل وتدارس دقيق للعظات والعبر التي حفل بها التاريخ القديم والحديث، وسعيٌ حثيث من بعد ذلك إلى تصحيح المسار وإقامة العِوج لتذليل الطريق ﺃمام استئناف الحياة الإسلامية القويمة الراشدة المرتكزة على هدي الوحيين، المستضيئة بأنوار التنزيلين.