وسبق ﺃن وقعت الكثير من الحوادث التي تسبﺐ فيها هؤلاء المرضى، إحداها حصلت مع ابنه ذي الستة ﺃعوام وهو عائد من ﺃحد المحالّ التجارية حين رﺃى رجلا مختلا معروفا بين الناس ب(المجنون) فهرب فور مشاهدته، إلا ﺃنه لحق به بشكل سريع فاختبأ تحت إحدى السيارات المتوقفة في الطريق، مؤكدا ﺃن صاحﺐ السيارة سمع صوت بكاء الطفل وانتبه لوجوده مختبئا تحت إطارات السيارة فأحضره للمنزل وهو في حالة انهيار شديد، ويضيف علي بقوله: "ﺃصيﺐ ابني بالحمى نتيجة للصدمة ولا يزال يشعر بالخوف من الخروج للطريق بمفرده، وفي كل مرة يرى فيها المريض تعاوده حالة (هستيرية) من الخوف" مشيرا إلى وجود ﺃكثر من شخص مختل يبثون نفس حالة الذعر، ويتجولون في الشوارع يثيرون الرعﺐ والخوف بين النساء والأطفال. ويطالﺐ النمر ﺃهالي المرضى بضرورة الاهتمام بهم وحمايتهم وحماية الناس منهم، إما بالخروج معهم في ﺃوقات محددة ليرفهوا عن ﺃنفسهم، ﺃو بمنعهم من الخروج من منازلهم إن ضبطهم والسيطرة عليهم. ﺃما (زهراء علي) التي تعرضت لملاحقة ﺃحد المختلين - بعد خروجها من منزل قريبتها الذي يقع في نفس الحي الذي يسكنه - فترى ﺃن الأهالي هم المسؤولون عن ﺃبنائهم المرضى حتى وإن عجزوا عن السيطرة عليهم، فمن واجبهم إبلاغ الجهات المسؤولة ليتم ا لتعا مل معهم با لطر ق الصحيحة في المصحات لا بتركهم في الشوارع يتعرضون للسخرية ويضرون الآخرين. تقول زهراء: "توجد الكثير من الحوادث التي حصلت من قبل المرضى العقليين، وما مررت به مع ﺃحدهم كان هينا ﺃمام الحوادث الأخرى، فخلال ملاحقته لي انتبهت لذلك مجموعة من الشباب الموجودين في الشارع، وﺃمسكوا به وقاموا بضربه رغم معرفتهم بمرضه، إلا ﺃن وجوده في الشارع يعرضه للأذى ويعرض الآخرين لأذاه". وتضيف: "ﺃهالي المرضى غالبا لا يتجاوبون مع الشكاوى وكأنهم اعتادوا عليهم ولا يجدون مبررا سوى (لا نستطيع السيطرة عليه)، وكأنه لا توجد جهة يمكن ﺃن يتوجهوا إليها ليساعدوه بدلا من تركه في الشوارع". من جهتها ترى (مها محمد) قريبة ﺃ حد ا لمر ضى ا لعقليين ﺃن هؤلاء المرضى يمثلون عبئا على ﺃهاليهم وعلى المجتمع، مشيرة إلى ﺃن معاناة ﺃهاليهم لا يمكن وصفها خصوصا في الحالات ا لتي لا يمكن ا لسيطر ة عليها، معتبر ة ﺃ ن بعض ا لأ هل - إ ما لجهل ﺃو تعاطف - يرفضون تسليم ابنهم للمستشفى حتى وإن كانوا يتعرضون لأذاه، مضيفة ﺃنهم بعد كل حادثة تقع يحولونهم لمستشفى الصحة النفسية ليتلقوا العلاج لعدة ﺃيام ويخرجون من جديد، مشيرة إلى ﺃن منعهم من الخروج من المنزل يشكل ضررا لهم ولأهاليهم الذين لا يستطيعون في الغالﺐ منعهم من الخروج. مسؤ و لو ن في مستشفى ا لأ مل للصحة النفسية بالدمام ﺃكدوا ﺃن ا لمستشفى لا يمثل مكا نا إ قا مة للمر ضى ا لنفسيين بل لتلقي العلاج اللازم، مشيرين إلى ﺃن نظام المستشفى يسمح لهم بوضع ا لمر يض تحت ا لمر ا قبة في حا ل تلقيه العلاج ليتسلمه ﺃهله بعد ﺃن تستقر حالته، ويتم تحويل بعض المرضى من ذوي الحالات المرضية الشديدة لمستشفى الصحة النفسية في الطائف حسﺐ تطابقه مع شروط المستشفى. وفي سياق الموضوع يؤكد العميد يوسف القحطاني الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية وجود شكاوى عدة من ذوي المرضى ا لنفسيين و ا لعقليين و جير ا نهم، مشيرا إلى ﺃنهم كجهة ﺃمنية في حال تلقيهم بلاغات من ذوي المريض تفيد بأ ن ا لمر يض يشكل خطو ر ة عليهم وعلى المجتمع، يتم التدخل للقبض عليه بحضو ر و لي ﺃ مر ه وتسليمه لمستشفى الصحة النفسية ليتلقى العلاج المناسﺐ، مضيفا ﺃنه في حال ارتكاب المريض النفسي قضية ما يتم إ يقا فه و محا و لة استنطاقه، فإذا كانت حالته لا تسمح بأخذ ﺃقواله تم تحويله لمستشفى الصحة النفسية حتى تتحسن حالته ليتم بعد ذلك التحقيق معه.