عاش طبيب الجلد الأمريكي أرنولد كلاين حياة الترف بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ وكان يقسم وقت الراحة بين ثلاثة قصور كبيرة في بيفرلي هيلز ويملك أفخم أنواع السيارات، ويتمتع بصداقات مع كبار نجوم هوليوود، بما في ذلك إليزابيث تايلور ومغني البوب مايكل جاكسون. ولكن الرجل، الذي كان يطلق عليه لقب «طبيب أمراض النجوم الجلدية»، يعاني الآن من الإفلاس بعد أن تعرض لبعض المشكلات المالية والصحية، ويواجه تساؤلات حول سلوكه المهني في المراحل التي سبقت وفاة جاكسون. ويتهم كلاين اثنين من موظفيه السابقين بابتزازه وسرقة أكثر من ثمانية ملايين دولار من أمواله ما أدى إلى تدمير الأصول، وأشار إلى تردي حالته الصحية، إلى جانب وفاة جاكسون في 2009 وكان من أبر زواره. ومن بين المعروضات قبعة وضعها مايكل جاكسون على رأسه يوم غادر المستشفى إثر معالجة حروق في رأسه، ودعوة من تايلور إلى زفافها الثامن، وشعر مستعار وضعته الممثلة كاري فيشر يوم توجهت إلى إحدى الحفلات. وتقدر قيمة المعروضات ب700 ألف دولار، وهو مبلغ ضئيل جدا مقارنة بديون كلاين. ولقد ساهمت كاري فيشر بتقديم 150 ألف دولار لمحامي الإفلاس، وفقا لوثائق المحكمة بعد أن تضاءلت أعمال كلاين ودخله. وخلال محاكمة طبيب جاكسون الآخر الدكتور كونراد موراي، العام الماضي، اتهم فريق الدفاع كلاين بتقديم كميات هائلة من مخدر ديميرول لجاكسون، ما يغذي الاندفاع نحو الإدمان. وبعد صدور حكم الإدانة، قال كلاين إنه قيد التحقيق من قبل مجلس الدولة الطبي، رغم أنه كان بعيدا عن العيون ويمارس هذه الأدوار بصورة خفية. ولم تسفر التحقيقات التي أجرتها المخابرات الأمريكية في مزاعم كلاين عن إصدار أي اتهامات تجاه موظفيه. وقال أحد المحاسبين الذين اتهمهم بسرقة أمواله إن كلاين أصر على التمسك بنمط حياته الفاخرة من سيارات بسائق وجولات التسوق حتى بعد أن بدأت الأعمال في التدهور. «خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة استخدم كلاين أكثر من سبعة ملايين دولار في بذخ شخصي، بما في ذلك 800 ألفا لقضاء العطلات و550 ألفا أخرى للسيارات». وكشف، قبل أن يتقدم باستقالته، أن دخل كلاين انخفض من 25 ألف دولار في اليوم عندما كان في مجده إلى 500 دولار فقط. أما الموظف الثاني السابق، فقد رفع دعوى قضائية ضد كلاين، بعد أن طلب منه الطبيب مساعدته في البحث عن أشياء تخصه ولم يوافق الموظف على تنفيذها. لقد سقط كلاين بصورة مدوية من أكبر أطباء الأمراض الجلدية في عاصمة السينما الأمريكية الذي كان مشاهير من الوزن الثقيل يتسابقون على جرعة علاج منه لإخفاء التجاعيد وعلامات الشيخوخة خلف حقن البوتكس ونفخ الخدود وشد الجلد، وهو يجني الفوائد. من جهة أخرى، كان مايكل جاكسون يعاني من ضعف النظر ومشكلات بولية ويزور طبيب الجلد كلاين ثلاث مرات أسبوعيا، وفق التصريحات التي كان أدلى بها الطبيب كونراد موراي إلى الشرطة والتي تم الكشف عنها خلال جلسة المحاكمة في لوس أنجليس. «بصره كان سيئا للغاية. أدركت أنه ضرير». وأشار إلى أن المغني كان يستخدم نظارتين من عدسات مكبرة. وتبين خلال المحاكمة أن جاكسون كان يستخدم لحظة وفاته أنبوبا خاصا لتفريغ المثانة وأنبوبا آخر في الأنف للحصول على الأوكسيجين. وأخبر الطبيب الشرطة أنه عالج المغني من الاجتفاف والإرهاق مرات عدة وأن النجم لم يكن يتغذى جيدا .