أثار تزايد عدد المشاريع المتعثرة مخاوف شركات المقاولات الوطنية في المملكة، وأعلنت اللجنة الوطنية للمقاولين بمجلس الغرف السعودية أنها بصدد تكليف مكتب استشارات عالمي لإعداد دراسة شاملة حول تبعات «تعثر تنفيذ المشروعات الحكومية» على الدولة والمقاولين. وقال رئيس اللجنة فهد الحمادي في لقاء بمجلس الغرف السعودية عقد أخيرا إن موضوع الدراسة إلى جانب موضوعات أخرى تهم قطاع المقاولات والمقاولين بالمملكة جرت مناقشتها خلال الاجتماع الثاني للجنة الذي عقد بمشاركة 22 من أعضاء اللجنة بحضور رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي الذي وعد بتقديم الدعم لقضايا القطاع أمام الجهات المعنية، وقدم عدة مقترحات لتفعيل وتحريك الملفات العالقة وعلى رأسها إنشاء هيئة المقاولين. وأوضح الحمادي أن الدراسة تأتي في سياق مساعي اللجنة المستمرة لتلمس مشاكل القطاعات والعمل على حلها بالتعاون مع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن الدراسة ستقدم صورة حقيقية للوضع الراهن لمشكلة تعثر تنفيذ المشروعات الحكومية من جهة محايدة وبناء على معطيات علمية وعملية تساعد على الوصول لحلول واقعية قابلة للتنفيذ تجنب الدولة والمقاول التبعات الباهظة لتعثر المشروعات. وقال: تمت الموافقة خلال الاجتماع على تنفيذ دراسة حول النتائج المترتبة على تأخر تنفيذ المشروعات الحكومية عن طريق مكتب استشارات مالية عالمي لتوضيح حجم الخسائر من جراء آلية إشراف الجهات الحكومية على مشروعاتها، وذلك في إطار سعي اللجنة للمساهمة في اقتراح آلية مناسبة للتغلب على الصعوبات التي كانت سببا في تعثر تنفيذ الكثير من المشروعات وتكبد المقاولين خسائر باهظة من جراء ذلك، لافتا النظر إلى أنه تم تشكيل فريق عمل من اللجنة يعد نطاق عمل الدراسة المقترحة واختيار المكتب الاستشاري المناسب. وكشف رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين بمجلس الغرف السعودية أن اللجنة ستتوجه للغرف التجارية ولجان المقاولين فيها لطلب مرئياتهم حول المعوقات والحلول المقترحة لرفع كفاءة قطاع المقاولات وتطويره، وللإحاطة بحجم الخسائر الباهظة التي يتكبدها المقاولون من جراء آلية إشراف الجهات الحكومية على مشروعاتها للاستئناس بها ومعالجة بياناتها ضمن الدراسة الميدانية المزمع تنفيذها لتكون واقعية وتعكس الصورة الحقيقية للقطاع. وتطرق الاجتماع إلى تجربة المقاولين «الناجحة» في تنفيذ مشروعات صرف مياه الأمطار بجدة التي قال الحمادي إنهم يدفعون بها أمام الاتهامات التي تحملهم بوصفهم مقاولين مسؤولية تعثر المشروعات، مشيرا إلى أنها تعتبر حجة لهم على وجود مقاولين سعوديين للقيام بتنفيذ المشروعات على أكمل وجه، معتبرا المتابعة الدقيقة والمباشرة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ونزع الملكيات في وقت قياسي والإشراف من قبل شركة عالمية مثل أرامكو، وسرعة آلية صرف المستخلصات كانت عاملا حاسما في نجاح هذه التجرية. واستعرضت اللجنة العديد من أعمالها وأنشطتها خلال الفترة الماضية والنتائج المترتبة عليها، كما حددت ملامح عامة لبرنامج عملها خلال الدورة الحالية والبرامج التي تعتزم تنفيذها التي من المتوقع أن تشهد نشاطا ملحوظا وحراكا مستمرا من أجل متابعة وحل مختلف القضايا التي تواجه عمل قطاع المقاولات وتحد من اضطلاعه بدوره الاقتصادي والتنموي المهم. وكانت لجنة المقاولين بحثت في اجتماع سابق لها المنافسة الشديدة بين المقاولين في تقديم العروض التنافسية للمشاريع التي أثرت بدورها على إنجاز تلك المشاريع في وقتها المحدد وعلى الربحية التي تتطلبها، إضافة إلى المشاكل الأخرى التي يتعرض لها المقاولون بسببها والمنافسة غير المشروعة بين كبار وصغار المقاولين. وأوضح الحمادي أن التنافس الشديد يعد من الممارسات التي تخل بالوضع التنافسي العادل بين المقاولين ويعد من معوقات تحفيز المقاولين من ذوي رؤوس الأموال الصغيرة في الدخول والتنافس بسوق المقاولات، حيث يقوم بعض المقاولين بتقديم عروضهم للمشاريع بأسعار أقل من سعر التكلفة ما يسبب إحجام كثير من المقاولين المحترفين عن الدخول في المنافسات الحكومية .