في خطوة غير مسبوقة واستثنائية، أنشأت هيئة سوق المال السعودية برنامجا توعويا ماليا جديدا لكنه موجه هذه المرة وبشكل غير مسبوق في بلادنا لفئة الأطفال! هذا البرنامج الإلكتروني التفاعلي والذي أطلقت عليه الهيئة المنشئة له اسم «المستثمر الذكي» يتضمن أقساما وأبوابا عديدة من بينها منتديات عامة واستثمارية وأقسام تتضمن أفكارا لبعض المشاريع الاستثمارية، إضافة إلى قسم الحصالة الذكية وقسم الذاكرة المالية وقسم المتسوق الذكي وقسم آخر للحوارات الذكية وهو الذي يتم فيه إدارة لبعض الحوارات الافتراضية بشكل كرتوني بين العملات الورقية وعدد من الأدوات المالية، إضافة إلى أقسام أخرى كثيرة صممت لمخاطبة عقليات الأطفال وإعدادها للمستقبل القريب كعقليات استثمارية ذكية وواعية بالتعاملات المالية والاستثمارية. أعتقد أن هذه الخطوة التي تلت إصدار هيئة سوق المال لمجلة توعوية موجهة للأطفال وتلت إصدار اللعبة التعليمية «فاينانشيال فوتبول» لن تنعكس بالإيجابية على اقتصاد بلادنا في السنوات القادمة فحسب، بل ستنعكس أيضا على تنمية وتطوير عقول شباب وشابات المستقبل في كافة المجالات الحياتية وذلك بتوسيع مداركهم وآفاقهم من خلال تمرين عقولهم على الابتكار والتفكير وخلق الافتراضات. هذا البرنامج الذي أعدته هيئة سوق المال «مشكورة» يحتاج لأن ينجح ولأن يؤتي ثماره بالمساندة والدعم من خلال وعي الأسر والأهالي بأهمية إعداد أطفالهم عقليا وفكريا وتوعيتهم بأهمية الاستثمار والاقتصاد واستيعابهم منذ الصغر لكيفية إجراء التعاملات المالية وكيفية التعاطي معها وذلك بتشجيعهم على الدخول إلى البرنامج ومحاولة استيعابه واستخدامه مما سينعكس لاحقا ودون أدنى شك على تنمية وعيهم الاقتصادي والاستثماري. مما لاشك فيه أن دولة كدولتنا بحاجة ماسة لتنمية اقتصادها من خلال كافة الاستثمارات والمجالات، وهذا لن يحدث دون إعداد جيل جديد مثقف استثماريا ويعي تماما ما يمثله الاقتصاد لدولة تسعى جاهدة لتنمية اقتصادها وتطويره وخلق مجالات استثمارية جديدة فيه. بالوعي والإعداد سيصبح في بلادنا يوما ما استثماريون عباقرة وستصبح بلادنا من البلدان التي يشار إلى استثمارها، وهذا لن يحدث إلا بإعداد عقول أطفالنا وتهيئتهم لدخول عالم الاستثمار بخلفيات استثمارية متينة وبثقافة اقتصادية يعتمد عليها ويعتد بها.