أكتب مقال اليوم قبل ساعات من انطلاق مباراة الأخضر مع تايلاند، ولا أدري ما الذي يمكنني قوله خصوصا أن منتخبنا في أعوامه الأخيرة لا يمكنك أن تتنبأ بخبر انتصاره والجزم بذلك حتى وهو يلعب على أرضه مع «تايلاند»، لكن ما يمكن الجزم به وأنت على بعد ساعات من انطلاق المباراة هو الحضور الجماهيري الذي سيملأ مدرجات ملعب الملك فهد الدولي.. في مشهد يتكرر عادة في مثل هذه المناسبات.. حتى بتنا نراهن عليه أكثر من مشهد الفرح والانتصار.. والواقع يقول إن الجماهير السعودية هي أكثر العوامل دعما للأخضر طوال مسيرته، حتى وهو في أسوأ مستوياته وفتراته.. وتعد هذه النقطة هي أبرز عوامل قوة الأخضر على مدى التاريخ.. لكن الغريب العجيب هو أن جميع الخطط والاستراتيجيات تحاول جاهدة أن يكون هذا الجمهور في منأى تام عن المشاركة الفعالة في دعم مسيرة الأخضر.. وليس أدل على ذلك سوى العلاقة الهشة بين لاعبي المنتخب السعودي والمشجعين، حتى إن معظم الجماهير السعودية التي تحضر من كل حدب وصوب لا تزال بعيدة كل البعد عن دعم الأخضر في التدريبات اليومية والحضور بكثافة مثلما كنا نشاهد ذلك في السابق.. وفي تصوري أن هذه الفجوة لم تسع إدارة شؤون المنتخبات لسدها ولم تحاول أن تعيد المشجع السعودي إلى قلب المعادلة من جديد.. حيث لا تزال علاقته تنتهي بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة.. على اعتبار أن لاعب المنتخب السعودي الأول لا يزال يهرب من الجماهير ويحاول التخفي عن أنظارهم والدخول من الأبواب الخلفية.. على الرغم من أنه يمثل منتخب الوطن.. وأصبحت مسألة مواجهته للجمهور ضرورية.. لأن هذا الهروب لا يمكنه إلا أن يزرع عداوة دائمة بين اللاعب والمشجع.. وربما أصبحنا في هذه المرحلة مرشحين لمحو كل المكتسبات السابقة التي تتحقق جماهيريا للمنتخب السعودي.. اللاعب إذا كان في ناديه عليه أن يفعل ما يريد.. لكنه عندما يمثل منتخب الوطن لا بد أن يستشعر المسؤولية ولا يهرب من مشجعيه والجماهير التي تهتف باسمه بالمدرجات.. هذه الثقافة يجب أن تكون حاضرة لأنها متى ما غابت.. واستمرت في غيابها.. سنقضي بأيدينا على المشاهدة الجماهيرية الجميلة التي نراها وسجلها تاريخنا بأحرف من ذهب.