تحار فيه التصنيفات لكثرة الجوانب الغنية في شخصية هذا الإنسان، فكثيرة هي الاستفتاءات والاستطلاعات التي اعتمدت الشكلانية في هيئته الرجولية الوسيمة كمقياس ل«الرجل الأكثر جاذبية بين الرجال الأحياء» وقد حصل عليه مرتين، وكثيرة هي الهيئات والمنظمات الدولية التي جعلته سفيرها للشؤون الإنسانية أهمها الأممالمتحدة حيث كان «مبعوثا للأمم المتحدة للسلام عام 2008» نتيجة لمواقفه الإنسانية والأخلاقية الرائدة، وكثيرة هي الزوابع السياسية التي أثارتها مواقفه الرافضة لتسلط حكومات الغرب على الشعوب، بينما الحقيقة أن جورج كلوني ثائر رومنسي حالم ومتواضع في كل مجال. ولد «جورج تيموثي كلوني» في السادس من مايو عام 1961 في ولاية «كنتاكي» الأمريكية من عائلة ذات أصول إيرلندية، وهو ابن الإعلامي المعروف «نيك كلوني» ووالدته عارضة الأزياء وملكة جمال العالم السابقة «نينا كلوني» وسليل عائلة من المشاهير كان لها الدور في توجهه نحو الفن، إذ كان الفضل لوالده في ظهوره الأول على شاشة التلفزيون، وهو في الخامسة من عمره. لكنه انسحب مفضلا الابتعاد عن وصاية أبيه والاعتماد على نفسه. فذهب ليدرس في جامعة كنتاكي الشمالية ثم درس المسرح في «بيفرلي هيلز». وعاد في العام 1984 وهو في سن الثالثة والعشرين إلى التلفزيون ليشارك في مسلسل ER واتبعها بالعديد من الأدوار البسيطة والكارثية في عدد من أفلام الرعب في الثمانينيات. في العام 1994، اشترك في نسخة جديدة من مسلسل ER وقام فيه بتأدية دور رئيسي هو الدكتور «دوجلاس روس»، وقد أسهم نجاحه التلفزيوني الباهر في فتح أبواب الشاشة الكبيرة أمامه، وجاءت أولى الطلبات عام 1996 من المخرج «روبرت رودريجيز»، في فيلم «من الغسق حتى الفجر»، وفي السنة التالية كرس نجوميته بتأديته دور «بروس واين» في الجزء الرابع من سلسلة الرجل الوطواط «باتمان وروبين» وبمشاركته بطولة فيلم «صانع السلام». وأكد حضوره كنجم صف أول في هوليود في العام 1998 في الفيلم الحربي «الخيط الأحمر الرفيع» للمخرج الشاعر والفيلسوف «تيرينس ماليك». عام 1999 قدم فيلم «ثلاثة ملوك» لكن عام 2000 حمل تكريم «كلوني» الأول حين فاز بجائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثل عن دوره في الفيلم الكوميدي «? Where Art Thou, O Brother ». وفي العام 2001 سيشارك في بطولة فيلمين، الأول هو فيلم «الأطفال الجواسيس» والثاني بداية سلسلة «أوشن». ولكن الألق كان في طور التشكل من خلال فيلم «مرحبا بكم في كولينوود» وفيلم «سولاريس» الذي يعتبر إعادة لرائعة المخرج الروسي «أندريه تاركوفسكي» التي صنعها عام 1972 والفيلم الذي سيقدم كلوني كمخرج عام 2002 وهو «اعترافات عقل خطير». عام 2005 كان أهم الأعوام بمسيرته حيث عاد بتجربة إخراجية جديدة باسم «مساء سعيدا وحظا طيبا» وباشتراكه بفيلم «سوريانا» وقد نال عن دوره هنا جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد وجلودن جلوب لذلك العام. فيما حصل عن فيلم «مساء سعيدا وحظا طيبا» على ترشيحات من الأوسكار والجولدن جلوب كأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي. وقد حمل عام 2008 عودة كلوني كمخرج في الفيلم السياسي «عقول جلدية». يهتم «جورج كلوني» كثيرا بالقضايا التي لها علاقة بالأوضاع الإنسانية بالأساس، مثل قضية رفضه الشهير لغزو العراق وسياسات المحافظين الجدد، وقضية «إقليم دارفور»، والمجاعات والحروب في تشاد والقارة السوداء، وخصوصا بدوره كمبعوث للسلام، حيث صرح أن تلك الأنشطة هي التي يحبها وتعتبر جزءا من دوره كفنان، ولكنه لا يملك في المقابل مواصفات السياسي أو طموحاته.