توقع له الخبراء في المجال الرياضي مستقبلا باهرا، واعتبروه واحدا من اللاعبين الذين سيشكلون إضافة مميزة لخط الوسط في منتخب المملكة، نظير قدرته على إثبات نفسه مع فريقه في فترة قصيرة، إلا أن الأمور اختلفت عقب ذلك بشكل كبير بعد أن بقي أسيرا على الدكة دون سابق إنذار، ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد عقب توقيعه على مخالصة مالية مع ناديه الذي لا يزال أخواه يدافعان عن ألوانه.. علي عطيف لاعب الشباب السابق الذي يفاضل في الوقت الراهن بين العروض المقدمة له من بعض الأندية بعد أن وقع على مخالصة مالية مع الشباب، التقته «شمس» وكشف لها عن الأسباب التي قادته إلى ترك الفريق، وأمور أخرى جديرة بالذكر، وذلك في حوار مطول إليكم ما دار فيه: برزت بشكل لافت في بداياتك ولم نشاهدك كثيرا بعدها.. ما الأسباب التي أدت إلى بقائك على الدكة دون أن تأخذ فرصتك الكاملة؟ قدمت نفسي بشكل جيد عندما أتيحت لي الفرصة الكافية في وقت من الأوقات، ولكن سرعان ما تغيرت المعطيات فجأة وأصبحت أشارك بشكل متقطع، ومللت من انتظار فرصة أخرى كنت واثقا بأني سأستغلها كما يجب، وما زلت أرى أن عودتي إلى دكة البدلاء بعد مشاركتي أساسيا في كثير من الأوقات لم يكن لها مبرر. إذن كان لعدم منحك الفرصة دور في طلبك المفاجئ بمغادرة النادي؟ بالتأكيد، لأني سئمت الانتظار والبقاء بعيدا عن تمثيل الفريق، ومعاناتي من التهميش كانت سببا رئيسيا في توصلي إلى قناعة تامة بضرورة مغادرة النادي، ومن هذا المنطلق قدمت طلبي بالرحيل، ورغم معارضة الإدارة لتلك الخطوة إلا أنها اضطرت على الموافقة؛ نظرا إلى إصراري عليها، وتوقيع المخالصة المالية في نهاية الأمر جاء بالتراضي. لماذا لم تكمل مشوارك مع فريقك وتنتظر الفرصة لتأكيد بروزك؟ لأن تخطيطي الوصول إلى المنتخب، وهذا الأمر لن يحدث في ظل مشاركاتي المتقطعة لأسباب غامضة، كل ما في الأمر أني فضلت البحث عن ناد قادر على تحقيق حلمي بتمثيل منتخب المملكة الأول. لدي ثقة كاملة بنفسي ولن يزعزعها قول قائل أو تدبير مدبر، وأعلم أن الفرصة ستعود لي يوما حتى أقدم كل ما لدي لتحقيق الهدف الأول المتمثل في اللعب مع المنتخب ثم العمل بقوة على الاحتراف خارجيا. أستشف من إجابتك أن هناك من وقف في طريقك... أليس كذلك؟ صحيح، وكان ذلك نتيجة إصرار الإدارة الشبابية على تصفية حساباتها مع أشقائي عبده وأحمد ولأنهما نجمان كبيران ستحميهما محبة الجماهير من تصرفات إدارية غير مسؤولة، لم تجد أمامها إلا أنا لإثبات قوتها وقدرتها، لذلك أصبحت ضحية لها لدرجة أنها تعارض مشاركتي أساسيا، بل وترفضها بتاتا إلا في الضرورة القصوى. وما دليلك على رفضها مشاركتك أساسيا بهدف تصفية الحسابات وليس بسبب أمور فنية بحتة خاصة في المدرب؟ أتحدى أن تكون للأمور الفنية علاقة في ابتعادي عن التشكيل الأساسي، بدليل أنني سألت جميع المدربين عن أسباب عدم مشاركتي، وبعضهم قال «واصل العطاء وستجد فرصتك»، والغالبية أبدوا إعجابهم بمستواي وأكدوا اقتناعهم فنيا بعطائي ولكنهم اعترفوا أن الأمر ليس بأيديهم وأن الإدارة هي من تريد ذلك ما يعني أن قرار عدم مشاركتي عائد لتدخلات إدارية تثبت أن النادي يدار من المكاتب. لماذا ذهبت ضحية لتصفية حسابات لا دخل لك بها وأنت أحد اللاعبين القادمين للساحة وبقوة؟ لأنني الحلقة الأضعف التي وجدتها الإدارة أمامها وهذا ما يدل على المستوى الفكري الضعيف عند بعض الإداريين.. الإدارة الشبابية ترغب في أن تكون دائما في الصورة وتخشى أن يأتي من يخطف الأضواء منها، لدرجة أنها لا تريد أن تشاركها أي شخصية الفضل في إنجاز ما، ورأت أن أبناء عطيف هم الخطر القادم عليها، وهذا ما جعلها تشن هجوما علينا ورفضت مشاركتنا نحن الثلاثة بشكل أساسي في مباراة واحدة وعندما تجرأ المدرب بنبيدو وزج بنا جميعا في مباراة أمام الاتحاد لم يدم بقاؤه في الفريق أكثر من أسبوع، وهذا ما يؤكد أن هناك من يغار منا ويحسدنا، لذلك حاولوا التضييق علينا وتطفيشنا لنبتعد، وأنا هنا أوجه نصيحة لأشقائي عبدالله وصقر أقول فيها «عليكما بمغادرة الشباب حتى لا تكونا أرضا خصبة لتصفي الإدارة حساباتها عن طريقكما وتنهي مشواركما الرياضي وعليكما الاستفادة مما مر بي». تقول إن الإدارة رفضت مغادرتك ثم وقعت المخالصة بالتراضي.. وقلت بعدها إنك ضحية لرغبتها في تصفية حساباتها مع أشقائك.. ألا ترى أن هنالك تناقضا في كلامك؟ لا يوجد أي تناقض، إدارة الشباب اعتادت أن تقدم باليمين وتأخذ باليسار. لقد كان إصراري على المغادرة واضحا ورأت إن انتهاء عقدي بات قريبا وحاولت تقديم نفسها أمام الجميع على أنها حريصة على لاعبيها ومستقبلهم، فقط لا غير. كيف ترى عمل إدارة الشباب ممثلة في الرئيس خالد البلطان في تسيير أمور النادي؟ البلطان أضر الشباب كثيرا، والوقائع تثبت أنه يدير النادي بنفس الطريقة التي ينتهجها رجال الأعمال في التعامل مع ممتلكاتهم الخاصة. الشباب كان في الماضي كيانا ينال رضا وتعاطف الجماهير بمختلف ميولهم، أما الآن ونتيجة لسوء تصرفه فخلق له أعداء وخسر تعاطف المشجعين. وعلاوة على ذلك ما ينطقه البلطان بلسانه لا يعكس بأي شكل من الأشكال ما يخفيه في قلبه، حيث إنه يدعي حرصه على الفريق وبناءه بشكل جيد، ولكن الحقيقة أن كل ما يقوم به سيناريو مفتعل، وخطة لإبعاد وتطفيش كل لاعب له علاقة بعهد الأمير خالد بن سعد، ليقال عنه: إنه هو من بنى الشباب وأن هذا فريق البلطان وإدارته وتناسى رفقة من معه أن الشباب كان منبعا للنجوم وبطلا محبوبا من الجميع قبل قدومهم. لماذا هذا التحامل منك على الإدارة الشبابية؟ قول الحق ليس تحاملا، أنا لست ضد الشباب، ولكني ضد العقلية الإدارية التي يدار بها حاليا، والمشجع الرياضي البسيط يعلم أن هذه الإدارة وصلت لقيادة دفة الأمور في نادي الشباب لإبراز نفسها وتصفية حساباتها مع أندية أخرى ودفعت من أجل ذلك الأموال وغيبت الفكر الاحترافي الذي تجهله لتحقيق أهدافها ثم حولت النادي إلى مؤسسة عائلية بإبعاد أشخاص وإحضار أقاربهم ليتولوا حمايتهم والدفاع عنهم. من تقصد بأقاربهم؟ أقصد مدير المركز الإعلامي طارق النوفل، الذي تربطه صلة قرابة بالبلطان وللأسف فقد سار على نهجه وتوجيهه لكونه يعامل أفراد وسائل الإعلام المتواجدين في النادي لأداء عملهم بفوقية وكأنهم دخلوا أملاكه الخاصة وليس مؤسسة حكومية رياضية. ما سر ابتعاد فريق الشباب عن البطولات رغم امتلاكه لاعبين دوليين في أغلب المراكز؟ صدقني أن الشباب سيظل بعيدا عن البطولات لأن تحقيقها يحتاج بجانب العمل إلى نوايا حسنة وهذا ما لم يتوفر في الإدارة الحالية التي مهما عملت وقدمت فلن تحققها في ظل سعيها لتصفية الحسابات والبحث عن المصالح والإنجازات الشخصية ومحاربة الناجحين. ومن يشكك في كلامي فعليه العودة إلى الأسباب التي قادت الفريق إلى خسارة بطولات كانت قريبة منه بشكل كبير، وسيجد أن الإدارة هي التي تسببت في ذلك. قدرة الله العالم بالنوايا وما تخفي الصدور جعلتهم يخطئون بأنفسهم حتى لا يلوموا غيرهم، وكان آخرها ما حدث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال حيث حققنا الفوز على الأهلي في مباراتين «ذهابا وإيابا» ولكن إشراكهم للاعب الموقوف عبدالعزيز السعران منح الأهلي الفوز. أستطيع أن أفهم أنك تحمل الإدارة مسؤولية خطأ مشاركة اللاعب عبدالعزيز السعران؟ بلا شك تتحمله إدارة النادي وسكرتاريته الذين ثبت أنهم لا يفقهون في الأنظمة والقوانين شيئا وكأن ورش العمل التي حضروها مجرد رحلة سياحية بالنسبة إليهم، فأسهموا بجهلهم في الإضرار بالفريق؛ لارتكابهم خطأ بدائيا متكررا كما حدث في كأس الأمير فيصل بن فهد الموسم ما قبل الماضي بعد إشراك اللاعب عبدالملك الخيبري أمام الوطني وهو موقوف وسحبت النقاط من الشباب بصورة كربونية ما يدل على أنهم تركوا مهامهم وتفرغوا لتصفية الحسابات واعتماد الحسومات الكبيرة من مرتبات اللاعبين. هل تعني هذه الأحداث فك ارتباط أبناء عطيف بنادي الشباب وانتهاء شهر العسل بينكم؟ لا أعلم عن أي عسل تتحدث، ربما أن تواجدنا جميعا في نادي الشباب هو ما رسخ ارتباطنا به، ولكن صدقني ليس في عالم الكرة قصة ارتباط، لأن الأندية تبحث عن مصلحتها واللاعبون كذلك. نعيش حاليا في عالم الاحتراف الذي أصبحت الكرة فيه مهنة ومصدر رزق وليست مجرد هواية، انتهى عصر الولاء والارتباط إلا لمن يدفع أكثر والأهم هو مصلحة اللاعب والبحث عن فرصته وتأمين مستقبله، والشباب في نهاية الأمر لم يجاملنا كما يعتقد البعض ونحن بدورنا لن نجامله على حساب مصلحتنا. ما ردك على من يقول إن الشباب سيخسر أبناء عطيف بعد مغادرتك خصوصا أنكم تعتبرون فريقا لدعم بعضكم بعضا؟ نحن نعلم أن أهداف من يردد هذا القول محاولة زعزعة علاقة النادي ببقية أبناء عطيف، الشباب كيان قائم وكبير بتاريخه وإنجازاته ولن يشكل أبناء عطيف أو غيرهم فريقا ضده، ولكن أستطيع القول إننا أشقاء مستقلون في آرائنا وأهدافنا ومصالحنا، وكل منا يبحث عن مصلحته بعيدا عن التأثر بالآخر، ولعلم الجميع قد يكون أخي عبده من أكثر اللاعبين تعرضا للحسومات ومع ذلك لم يكن لنا دور في إيقافها أو الحد منها، لذا لن يكون لهذا الحدث تأثير على وضع أشقائي وسيستمر كما هو طالما أن رغبتهما هي البقاء في النادي ويرون مصلحتهما فيه. إلى أي من الأندية ستنتقل بعد رحيلك عن الشباب؟ لقد وصلتني عروض من أندية كبيرة في المنطقة الوسطى والغربية ومتى ما أخذت المفاوضات طابع الجدية فستكون وجهتي لمن يقدم لي العرض المناسب، الذي يتوافق مع عطائي وصغر سني وقدرتي على الاستمرار في الملاعب أعواما طويلة. عند دخولك بديلا في مباراة الشباب أمام النصر طالبك الحكم عبدالرحمن العمري بإبعاد شيء من يدك وأظهرت الكاميرات وجود قلم في المكان الذي ألقيت فيه ما كان في حوزتك.. ما حقيقة الأمر؟ القصة وما فيها أنه عند نزولي الملعب طلب الحكم مني نزع خاتم كنت ألبسه وامتثلت للأمر ورميته بجانب خط التماس والتقطت الكاميرات قلما كان قد رمي من المدرجات واعتقد الجميع بأنني أحمله معي وهذا غير صحيح وأنا بريء مما قيل وأشيع بين الناس ولو كان الأمر واقعا لكتبه الحكم في تقريره ونلت جزائي. حدثنا عن رأيك في شقيقك صقر.. وكيف ترى أحقيته في المشاركة مع الفريق الأول؟ شهادتي فيه مجروحة ولكن دع أهدافه التي يسجلها تتحدث عنه وإحقاقا للحق هو لاعب وهداف متمكن بدليل انضمامه للمنتخب الأولمبي، وأنا أراهن على نجاحه متى ما أتيحت له الفرصة مع الفريق الأول وأتوقع أن يكون الهداف الأبرز في الكرة السعودية مستقبلا، ولكن أعود وأؤكد أنه إذا أراد النجاح والبروز فعليه مغادرة الشباب. ماذا استفدت من تواجدك مع شقيقيك عبده وأحمد؟ وما نصائحهما لك؟ بالتأكيد استفدت منهما الكثير، هما لاعبان كبيران ومن نجوم الكرة السعودية وبيني وبينك «كانا كثيرا ما يوجهان لي نصائح بسبب خوفهما علي، بس الآن (بيوجهاني وبيدوخاني) بالكلام». أخيرا.. ما سر تسميت ابنك ب«الليث» الذي يدل على عشقك لنادي الشباب؟ بصراحة أسميته «الليث» لأن هذا الاسم أقل هدية أقدمها للأميرين خالد بن سلطان وخالد بن سعد لوقوفهما ودعمهما لي طوال مشواري .