يفرض التطور التقني أساليب حديثة على طرق ومناهج التدريس الأكاديمي قد تكون على حساب دور المعلم في العملية التعليمية، وذلك قد يفرغه أكثر للعملية التربوية، ولكن تطور الواقع يكشف عن امتصاص متزايد لدوره التعليمي. وقد أكدت دراسة كندية أعدت أخيرا أن طريقة التدريس المبتكرة أهم بكثير من خبرة المعلم في مجاله، حيث أتى في ثنايا الدراسة أن الطلاب يستفيدون أكثر عندما يتبع المعلم منهجا سليما في التدريس، ما يبشر بتطور التدريس وإبداع طرق تدريسية جديدة، وذلك بدأ في المملكة ووجد استحسانا مشتركا بين المعلمين والطلاب. تفتح هذه الدراسة عددا من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت طريقة التدريس التي يتبعها المعلم ستدفع الطلاب للاهتمام بالمادة المقدمة من معلمهم أم ما زال معلم الخبرة الذي يتبع الأسلوب التقليدي في الشرح هو المسيطر في المدارس والجامعات السعودية. يشير عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سلطان العلي إلى أن الخبرة لا تفرق وإنما طريقة إلقاء المادة، ويجب على المعلم أن يواكب التغييرات الجديدة في المنهج، وأن يفعل الخبرة في الطريقة المناسبة بحيث تكون إيجابية. ويضيف «يجب على المعلم أن يراعي المتغيرات الثلاثة: الطالب، المنهج، والوسائل المقدمة، والخبرة لا تكون وحدها كافية، بل ينبغي أن تكون هناك شمولية بين الخبرة وطريقة التدريس، وأن يرى المعلم المتغيرات في الواقع وكيفية إمكان إضافتها للمنهج، وهناك من معلمي الخبرة من يستخدم نظام التلقين، ولكن ذلك يعود إلى عقلية الطلاب المتواجدة لديه». الشرح التقليدي وتوضح المعلمة أم فيصل أن الخبرة التعليمية يجب أن تفعل بطريقة تدريس سليمة تستوعب معها الطالبات المادة المقدمة لهن، حيث بالإمكان عند استخدام طرق دراسية جديدة أن تتعامل الطالبات بتركيز كبير مع الدروس ويضعن لها اهتماما كبيرا، وكذلك التفاعل خلال الدرس، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم الأسلوب التقليدي في تقديم المادة، فتبين لها أنها استطاعت أن تكسب العديد من الطالبات اللاتي لا يهتممن للشرح التقليدي. وتقول أم فيصل إن الطالبات أصبحن يطالبن المعلمات الأخريات باتباع منهج تدريس متطور، من أجل أن تكون المادة المقدمة مستوعبة من خلال الطريقة الجديدة «نحتاج لأن يكون هناك تفعيل لطرق التدريس من قبل الوزارة، وإعطاء المعلمات والمعلمين بشكل عام هذا التوجه الجديد الذي يجعل الطلاب والطالبات متحمسين لكل درس يقدم لهم». فتح مسار للاستيعاب طلاب الجامعات والمدارس لديهم آراؤهم حول ما إذا كانوا يفضلون الدراسة التقليدية أم يريدون نهجا جديدا في طريق التدريس، حيث يوضح علي الشمري، الطالب في المرحلة الجامعية أن طرق التدريس المستخدمة حديثا ترسخ لدى الطالب المدة المقدمة له، وتجعل الاستيعاب ممكنا دون صعوبات فيها في ظل وجود طرق جديدة يتبعها الأساتذة. ويشير الشمري إلى أن المحاضرات التقليدية أصبحت تبث الملل لدى الطالب وتجعل النوم حليفه وقت الدرس، ويخرج من الدرس دون استيعاب شيء يذكر، طامحا إلى التنبيه على الأساتذة لاستخدام الخطط الدراسية التي تكون بأسلوب دراسي جديد يرفع من فكر الطالب. ويوافق الطالب محمد الزهراني، مرحلة ثانوية، الشمري الرأي «بعض المواد المطروحة تحتاج إلى عقلية تستخدم أساليب جديدة في التدريس، والابتعاد الكلي عن التدريس التقليدي الذي يتبعه بعض الأساتذة، حيث مللنا منها خلال السنوات الماضية، ونخشى منها أيضا من ملاحقتها لنا في المراحل الجامعية». ويضيف «بعض الطلاب أصبحوا ينافسون الأستاذ من خلال شرح الدرس خلال إتاحة الفرصة بتقديمه بطرق جديدة تجعل الطلاب أنفسهم متحمسين له بحيث يوصلون للأستاذ بطريقة غير مباشرة أن الطريقة التقليدية أصبحت مستهلكة». وقد برز توجه لدى بعض الأساتذة الجامعيين والمدارس في اتباع طرق جديدة من خلال شرحهم لموادهم، كما بدأت المدارس في توفير فصول دراسية لبعض المواد من أجل أن يقدم الدرس في بيئة تعليمية مميزة، مما يجعل الطلاب أكثر تفاعلا مع الأستاذ وخلق التنافس بينهم، وكذلك طرد الحياء الذي يعتري بعض الطلاب والخوف من الأستاذ والذي كان يؤثر سلبا في بعض الطلاب وعدم تمكنهم من استيعاب المادة التعليمية .