مشكلتي أن ابنتي تأخذ مبلغا من المال للمدرسة دون علمي، مع أنها من النوع الهادئ وتحبني وتخاف مني وتسمع الكلام مقارنة بغيرها، لكني تفاجأت اليوم بإدارة المدرسة تتصل علي وتسألني عن مبلغ كبير معها، وعما إذا كنت أنا قد أعطيتها هذا المبلغ؛ فنفيت الأمر، وبالأمس طلبت مني نقودا قبل ذهابها إلى المدرسة للمرة الأولى، ولم أرفض هذا الطلب، خصوصا أنها المرة الأولى التي تطلب «أنا أحضر لها وجبة الفطور في البيت وتفطر قبل ذهابها، فلا تحتاج للنقود في المدرسة» لكنها -كما يبدو- رأت صديقاتها يشترين من المقصف، فأحبت أن تقلدهن، وأنا لم أرفض لها طلبها بالأمس لكن على شرط أن تأكل ما أعددته لها من طعام في المدرسة، وهي وعدتني بذلك لكنها لم تف بوعدها، وعادت بوجبتها، واليوم تفاجأت بتصرفها.. أنا محتارة كيف أتصرف معها حتى لا يعاد الأمر أو يتطور. في البداية أضع بين يديك بعض أسباب السرقة لدى الأطفال، والتي أحب عدم تسميتها سرقة، حيث إن الطفل لا يدرك أنها فعل مشين.. ومن هذه الأسباب: 1. نقص الحاجات الأساسية لدى الطفل مثلا يكون جوعان فيسرق حتى يشتري مأكولات، أو ليس لديه لعب فيشتري لعبا ليلعب. 2. الانتقام من الوالدين إذا عاقبوه على شيء لا يعاقب عليه، أو أسرفوا في القسوة عليه. 3. فقدان حب الأسرة كأن يكون الطفل غير مرغوب فيه، أو منبوذا داخل الأسرة. 4. الطفل يسرق كنوع من التعويض؛ لإحساسه أنه أقل من زملائه، فيسرق ليعطيهم فيكسب حبهم واحترامهم. 5. فقد الشعور بالأمن والحب بسبب المشكلات الأسرية، والخناقات المستمرة بين الآباء خاصة في حالات الانفصال أو الطلاق. 6. الغيرة لدى الأطفال كالغيرة من الأخ الصغير الذي بدأت الأسرة تهتم به على حساب الأخ الأكبر. 7. التدليل الزائد أو القسوة الزائدة في المعاملة. 8. جهل الطفل بمعنى الملكية الخاصة وحب التملك لديه. 9. عدم اهتمام الطفل بنظرة أهله ومجتمعه إليه، حيث لا يعتبر السرقة عملا مشينا. واعلمي يا أختاه أن السرقة نوعان: 1. سرقة عارضة، وهذه كلنا وقعنا فيها ونحن صغار، وأعتقد أنها نفس النوع الذي وقعت فيه طفلتك. 2. سرقة معتادة وهي التي تتكرر كثيرا داخل المنزل وخارجه. أما عن العلاج: 1. مناقشة الطفل عن أسباب فعلته ومعرفتها وعلاجها. 2. ترسيخ مفهوم الملكية الخاصة والعامة عند الطفل. 3. تفعيل مبدأ الثواب والعقاب. 4. عدم التمييز بين الطفل وإخوته. 5. لا تتركي الأموال أمامها فالمال السائب يعلم السرقة. 6. تنمية مفهوم الأمانة والحب والصبر والتضحية لدى طفلتك. المجيب: محمود السيد ليلة مستشار نفسي