بعد أعوام طويلة اشتهر فيها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه بطل الأدوار الفاصلة، ستكون شهرة مورينيو المدير الفني لريال مدريد على المحك عندما يلتقي برشلونة اليوم في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا. كما تمثل مباراة اليوم اختبارا صعبا للسمعة الطيبة التي يحظى بها المدرب جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة في المباريات النهائية حيث لم يسبق له أن خسر مع الفريق أي مباراة نهائية. ولذلك، ستكون مباراة القمة «الكلاسيكو» المرتقبة بين الفريقين اليوم على ملعب «ميستايا» بمدينة بلنسية مواجهة خاصة بين مدربين عملاقين. وتولى جوارديولا «40 عاما» تدريب برشلونة قبل بداية موسم 2008/2009 ليقود الفريق إلى عصر ذهبي جديد في تاريخ النادي الكتالوني. ومنذ توليه مسؤولية تدريب الفريق، نجح جوارديولا في بناء جيل رائع لبرشلونة وأحكم قبضته على الفريق رغم امتلاء صفوفه بالعديد من النجوم البارزين من أعمار متباينة وجنسيات مختلفة. كما صنع جوارديولا لنفسه سمعة طيبة للغاية في المباريات النهائية. وستكون مباراة اليوم على ملعب «ميستايا» هي النهائي السابع الذي يخوضه برشلونة تحت قيادة جوارديولا في غضون ثلاثة مواسم وهو سجل يصعب تكراره. وحصد جوارديولا حتى الآن ثمانية ألقاب مع برشلونة ولكنه يستطيع زيادتها إلى 11 لقبا في غضون خمسة أسابيع إذا حقق الفوز على ريال مدريد اليوم في نهائي كأس إسبانيا ثم أكمل مسيرته الناجحة في الدوري الإسباني هذا الموسم قبل الفوز بلقب دوري الأبطال في نهاية الموسم بشرط عبور عقبة ريال مدريد في المربع الذهبي أولا. ورغم كل هذه الإنجازات وتحليه بالثقة في النفس، يلتزم جوارديولا دائما بالتواضع في التصريحات وفي أحاديثه عن عمله مع الفريق. وفي المقابل، يظهر مورينيو «48 عاما» دائما على النقيض من جوارديولا حيث تتسم تصريحاته بالغرور والكبرياء الزائد ويتعامل في أحيان عدة بتعجرف وتعال شديدين مع منافسيه من المدربين بل مع الحكام وبعض المسؤولين في النادي أو من خارجه. واستحق مورينيو الفوز بلقب أفضل مدرب في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لعام 2010 بعدما توج مع إنتر ميلان بالثلاثية التاريخية «دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا» في الموسم الماضي. وبدأ مورينيو بعد هذه الثلاثية مغامرة جديدة من خلال توليه مسؤولية ريال مدريد سعيا وراء القضاء على سيطرة برشلونة على ساحة كرة القدم الإسبانية وتفوقه بشكل كبير على ريال مدريد في الساحة الأوروبية أيضا خلال الأعوام الأخيرة. ويسعى مورينيو لذلك إلى الفوز بلقب كأس إسبانيا على حساب برشلونة اليوم ليكون أول رد له على الفريق الكتالوني.