عندما يقترب الزائر للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» من بيت المدينةالمنورة، أول ما يتبادر إلى ذهنه تلك النخيل الباسقات، وذلك الثمر الشهي الذي تنتجه، وعندما تدخل ذلك البيت تستقبلك الروائح الزكية «ريحان، نعناع، حبق، بردقوش» وغيرها من الأصناف التي تشتهر بها طيبة. «الجنادرية» بالنسبة إلى أهالي المدينة هي موقع مهم جدا للتعريف بالخيرات التي تكتنزها، يقول المشرف على مشاركة منطقة المدينة في المهرجان الوطني محمد مصطفى النعمان إن التفاعل الإيجابي الجماعي من أهالي المنطقة للمشاركة في الجنادرية هو وضع طبيعي إيمانا منهم بأهمية هذا المهرجان، ووضعه على خريطة المهرجانات العربية، إضافة إلى خصوصيته وتميزه، ويضيف أن الجميع يحرصون على المشاركة لعرض ما لديهم للزوار والتعريف بتراث المنطقة. وأشار إلى أن جناح منطقة المدينةالمنورة يحتوي على أجود أنواع التمور، حيث تنتج المدينة ما يربو على 37 ألف طن سنويا، ولهذا حرص الموقع على إبراز مكانة التمور في مشاركته بمهرجان الجنادرية في نسخته ال 26، حيث يتصدر بائع التمور السوق الشعبية لبيت المدينةالمنورة. ويقبل الزوار على الاختيار من بين 30 نوعا يتميز بها إنتاج المنطقة من أشهرها «عجوة، برحي، برني، العيص، بيض، حلوة، لبانة، مكتومي، صقعي، روثانة، سارية، سكري نانة وأفندي»، كما يتم توفير التمور بصور متنوعة منها: «الفذ» وهو الذي يباع كما وجد من النخل بعد التنظيف، و«المكرتن» وهو ما يعبأ في عبوات كرتونية تجارية، و«المكيس» وهو الذي وضع في أكياس بلاستيكية، و«لتنك» وهو التمر المكبوس في علب مختلفة الأحجام ويسمى ال «ترقيد»، وتقدم المدينة لزوار جناحها كذلك «المطحون» وهو المنزوع النوى والمطحون ويستخدم في الأطعمة والحلويات المختلفة، و«الملوز» وهو ما يحشى أو يخلط باللوز. ومن داخل البيت المديني تتعالى أصوات الترحيب بالغرباء، وهو ما يشعر الزائر بأنه بين أهله وأصدقائه، وهي ميزة لا تتوافر في معظم البيوت المشاركة في المهرجان. كما يعتبر بيت المدينةالمنورة من أكبر الأجنحة في قرية الجنادرية، حيث يقام على مساحة تقدر بنحو 2000 متر مربع، ويحيط به سور المدينةالمنورة القديم، وتقع على الواجهة الرئيسية له بوابتان تمثلان أشهر بوابات السور هما باب «العنبرية» وباب «المصري» ويشبهان إلى حد بعيد البوابتين التاريخيتين. كما يعتبر وفد منطقة المدينةالمنورة من أكبر الوفود المشاركة بمهرجان الجنادرية، حيث يضم الوفد نحو 300 شخص ما بين مشرف وإداري وفرق شعبية وحرف يدوية ومأكولات شعبية ووفود نسائية، إضافة إلى وفد جمعية الثقافة والفنون التي تنفذ الفعاليات الفلكلورية هذا العام. ويتميز بيت المدينةالمنورة بأنه يضم أكثر من 127 قطعة من المقتنيات القديمة التي توضح عن قرب نمط الحياة السائدة للأسرة في وسط البيت المديني ومجالات استخداماته المتنوعة في الحياة اليومية المدنية الاجتماعية. وقد دأب الوفد المشرف على مشاركة منطقة المدينةالمنورة على تقديم خدمات خاصة ومميزة ينفرد في بعضها لخدمة زوار جناح المنطقة من كافة شرائح وفئات المجتمع، ومن هذه الخدمات توفير مترجم بلغة الإشارة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإضافة إلى مترجمين لاستقبال الوفود الأجنبية الزائرة للجناح والإجابة عن كافة تساؤلاتهم بلغتهم وهو ما وجد ترحيبا كبيرا خلال الأعوام الماضية من تلك الفئة الناطقة بلغة الإشارة، كما سجل عدد من الوفود الأجنبية تقديرهم لتوفير مترجمين في جناح المدينةالمنورة بحيث يوفر المعلومات التي يحتاج إليها الزوار.