تتعرض الأعمال الإعلامية أكثر من غيرها للنقد، وذلك لمواجهتها للجماهير بشكل مباشر، وهو دائما ما يبعث القلق في نفوس الإعلاميين حتى يطمئنوا على ردة فعل المشاهد وقياس مستوى قبوله للعمل، لذا فليسمح لي القائمون على مسابقة شاعر الملك أن أشكرهم أولا على مشاعرهم السامية التي ترجموا بها شعور الشعب تجاه مليكه، وأن يتقبلوا ثانيا الملاحظات ما داموا عرضوا عملهم على الشاشة، فالكثير من المشاهدين أكثر ما جذبهم للمسابقة هو اسمها الملكي، وهو ما يحملها مسؤولية مضاعفة في أن تكون المسابقة على أعلى مستوى إعلاميا وشعريا، وأن تتجاوز ما سبقها، حيث كنا نطمح أن تكون الاحترافية الإعلامية حاضرة وعلى مستوى اسم المسابقة، وألا تكون امتدادا للطريقة التقليدية في تقديم الشعر في القنوات الفضائية الشعبية التي لم يصل بعضها إلى مستوى احترافية المجلات الشعرية إبان مجدها الصحفي حينما شكلت نقلة نوعية في تقديم الشعر عنه في مرحلة الصفحات الشعرية في الصحف اليومية آنذاك. طريقة تقديم المسابقة واللوحات التليفزيونية المصاحبة وكذلك ذبذبات الصوت والديكورات أقل بكثير من اسم المسابقة، وكان يفترض في القناة التي كسبت اسم الملك أن تولي الفنيات الإعلامية إلى شركة متخصصة كبرى، وذلك لتظهر المسابقة على درجة عالية من الإبداع في الإخراج التليفزيوني المتقدم، ولا تثقل كاهل كوادرها بمهمة تتطلب إمكانات معينة، فالسبق في طرح مسابقة المناسبة وحجم الجوائز الكبير لا يكفي وحده لإنجاح العمل، إذ لا بد من قالب إعلامي متميز قادر على تقديم المسابقة بأحدث التقنيات الإعلامية والاحترافية المهنية، ولو صرفوا مبلغ الجوائز على ذلك لكان أجدى وأكثر إرضاء للمشاهد لأن الجائزة الكبرى للمتسابق أن يفوز بلقب شاعر الملك وكفى به فخرا.