لا شيء في الفرقة الكروية الخضراء بالأهلي ينبت الفرح في قلوب جماهيرهم. تمضي السنوات ويجدد المدرج أمله في الأجيال المتعاقبة.. ولا يزال الأمل مستمرا حتى والملعب كثر فيه لا يدعون للتفاؤل. الجماهير الأهلاوية هي وحدها من تغيرت تركيبتها وتخلصت عن جلدها السابق.. جلدها الصامت عن كل شيء.. أي شيء يستحق ردة فعل.. مثل كل جماهير الأندية. منذ سنوات طويلة.. أو تلك السنوات الموغلة لي شخصيا في التسلل إلى المدرجات الرياضية قبل دخولي الإعلام أو بعده.. لدي شغف بتفاصيل جماهير الأندية.. تركيبتها.. ردود أفعالها.. أهازيجها.. أسلوب انتمائها.. مما يجعلني أجزم أن جماهير الأهلي تغيرت.. ثم تطورت ثم أصبحت حاليا الأفضل تفاعلا وتنظيما في المدرجات. لقد سحبت البساط من رابطة جماهير الاتحاد وقائدها صالح القرني رائد التخلص من ترهل المدرجات وبعث الحياة بها بأهازيجه النابضة بكلماتها البسيطة والملهبة للأكف والقلوب معا. عندما أطلق عام 1994 ثورة مختلفة من أساليب التشجيع المليئة بالنشوة والموروث الغنائي المحلي الذي اجتاح به المدرجات المحلية والخليجية، وأصبح ماركة مسجلة باسم جماهير الاتحاد وأنموذجا يتطلع الجميع للوصول له. الآن المدرج الأهلاوي يستغل تأكسد لوحات الإبداع والتجديد في المدرج الأصفر والأسود، خاصة من رابطته في جدة مصدر الإلهام لبقية الروابط في المناطق.. ويطلق لوحات خضراء وبيضاء ربما شاهدناها مع فرق عالمية.. لكنه لم يركن للأمر الواقع وبدأ في الذهاب أبعد مما توقف عنده الآخرون. الجماهير الأهلاوية كانت أفضل من لاعبي الفريق الكروي الأول الذي يخذلها في عز التفافها حوله، وأكدت بصورتها النموذجية الجديدة حتى وإن كانت هناك بعض التجاوزات والأساليب المأخوذة عليها في بعض الأحداث.. «أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فهل وصلت الرسالة للاعبين؟!