لم يتوقع أغلب المتابعين لعدد مرات المشاهدة المدونة أسفل الفيديو الغنائي للفنانة الشعبية «موضي» بأنه سيتفوق على جماهيرية فنان بحجم نجم العرب محمد عبده ولكن لغة الأرقام عبر الشبكة العنكبوتية لا تداهن أو تلغي نجاح فنان على حساب آخر، وببحث استغرق وقتا طويلا تسيد الفنان عبدالمجيد عبدالله في الفترة الأخيرة المركز الأول في اليوتيوب وفي عدد الزيارات المهول لأغنيته الشهيرة «هلا بش» التي وضعته على رأس قائمة الفنانين الأكثر مشاهدة من الجمهور في الوطن العربي، كما استطاعت مطربة الأعراس الشهيرة «موضي» أن تطيح بجماهيرية محمد عبده بعد أن زجت بأغنية جديدة لها عبر موقع اليوتيوب هي «حبه حبه» لتأكل الأخضر واليابس وتطيح بجماهيرية محمد عبده بشكل غير متوقع بعد أن شكل سقفا مرتفعا في عدد الزيارات لأغنيته الأشهر «الأماكن» وهو الفنان الذي تجاوز مسألة الطرب ليكون رمزا من رموز الأغنية العربية، ويبدو أن الاستفتاءات التي كانت تنشر في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية لم تعد بالدقيقة أو المشبعة لفضول ورغبات الجمهور مقارنة بمواقع البحث التي تكشف الأرقام واهتمامات الناس على مختلف أعمارهم دون تحفظ أو كذب أو تلفيق. كما أن المتابع للساحة الغنائية يلاحظ اختفاء اسم الفنان صاحب الشعبية الأكبر، ف«الطقاقة» كما درج الوصف الشعبي «موضي» التي لم تدخل المجال الفني بشكل رسمي واختصرت أطروحاتها فقط على الأغاني المعروفة التي تعيد تقديمها لزملائها الفنانين أمثال محمد عبده وعبدالمجيد وراشد الماجد وحسين الجسمي باتت رقما صعبا بين الفنانين من ناحية عدد الزيارات. وحققت ما عجزت عنه أسماء فنية كبيرة حظيت بالمتابعة والاهتمام الذي لم تحظ به موضي. وقد سهل موقع اليوتيوب أمر المقارنة وذلك بعد أن خصص الموقع خانة لأرقام الزيارات التي يسجلها المشاهدون وكذلك عبارات الإعجاب والانتقاد لكل ما يطرح في هذا الموقع، بعض المقربين من الوسط الفني أكدوا أن الذائقة الشعبية للأغنية التي تتمثل في فنانات الأفراح هي اللون السائد في الفترة الحالية والأمر ينعكس أيضا على سوق الكاسيت التي لم تتعاف منذ فترة طويلة وأصبحت السوق تقتصر على كاسيتات الأفراح، وجلسات «الخبيتي» «والسامري» التي يقدمها نخبة من الفنانين الذين يعيشون خلف الأضواء، وهذا ما أكده لنا هزاع محمد الذي دخل تجارة الكاسيت منذ أكثر من «20» عاما، الذي ذكر ل«شمس» أن الألبومات الرسمية للفنانين لم تعد تجلب ذات الأرباح المادية التي كانت تحققها قبل أعوام «الجمهور يجيد استخدام الكمبيوتر والتقنية أضرتنا، وأصبحت الاستيريوهات إلكترونية»، وعن الفنان الأكثر مبيعا لديه كشف هزاع وهو يترنم على أنغام الفنان اليمني فؤاد الكبسي أن الشباب أصبح يميل إلى أغاني ما يعرف بينهم ب«الهجولة» أي الدوران الكثير بالسيارة وتتوفر هذه الميزة في أغاني «الطقاقات» والأغاني الشعبية. أحد النقاد «فضل عدم ذكر اسمه» علق على الأمر موضحا أن لغة الأرقام لا تكذب واصفا هذا الإحصاء بالأمر الصحي الذي يؤكد تنوع الذائقة لدى المتلقي بمختلف العمر والتوجه الفكري والثقافي «اليوتيوب لا يكذب ولا يزيف الحقائق، وهذه النتيجة تعطي دلالات نفسية مهمة للحالة المزاجية، وأعتقد أن رغبة الناس في الرقص والفرح مطلب مهم يتغلب على حاجتهم للأغنية العاطفية المليئة بالألم وفراق المحبوب وتأنيب الضمير»، مختتما حديثه «ربما هذه الفنانة الشعبية لو كانت تملك موقعا إلكترونيا وجمهورا على الفيس بوك وفتحت أبواب التعاون مع مؤسسات الإنتاج لاستطاعت أن تتجاوز كثيرا من الفنانين على أرض الواقع»، اللافت في الأمر أن «الطقاقات» يقمن بأنفسهن بتسويق أغنياتهن لدى محال التسجيلات الغنائية بمبالغ زهيدة مكتفين بما يجنينه من الأفراح، لا سيما أن مثل هذه الأغاني لا تخضع لحقوق الملكية الفكرية .