«أين نذهب يا أبي؟» سؤال حائر يتردد صباح مساء على ألسنة 18 طفلا، هم أبناء محمد خنية أحد سكان قرية العريش بجنوب صبيا بجازان، لكن المحير أكثر أن تأتي الإجابة ممن يفترض أن يكون لديه الجواب على الأقل من وجهة نظرهم ب «لا أدري!». هذا المصير يعيشه المواطن الجازاني، الذي أمهل عشرة أيام فقط لتوديع مسكنه، والبحث عن آخر في هذه المدة الوجيزة، فمحمد وزوجتاه وأولاده ال 18 اكتشفوا أنهم يجاورون الأموات منذ 25 عاما، قبل أن تفتح أعين صغارهم على الدنيا، فهم يسكنون مقبرة ويملكون حجة استحكام تعود لعام 1418ه، رغم ذلك لم يبلغوا من الجهات الرسمية أو حتى الأهالي بأنهم يسكنون في «المكان الخطأ». محمد خنية قال إنه في حيرة لا يعلم ماذا يصنع بنفسه ومن معه، خصوصا بعد قطع التيار الكهربائي عن منزله المتهالك «أخبروني قبل عشرة أيام فقط أن علي الرحيل، رغم أن قرار الإزالة صادر منذ 1422ه، ولم أبلغ بذلك، والسؤال الذي لم أجد له إجابة: أين كانوا طوال هذه المدة؟». وأضاف «على فرض أن الأرض كانت مقبرة، فهذا يعني أن بقية سكان القرية المجاورين لي يقيمون في المقبرة نفسها، لكن الفارق أن اللجنة لم تبلغهم بشيء». وطالبت «حقوق الإنسان» بتمديد المهلة الممنوحة لصاحب المنزل من لجنة التعديات حتى يمكن مناقشة ودراسة القضية بشكل وافٍ ومخاطبة الجهات ذات العلاقة للوصول إلى حل بالطرق التي تحفظ حقوق الأطراف كافة.