صرفت المحكمة الجزئية بجدة النظر في قضية رفعتها معلمتان ضد طالبتهما التي صورتهما بكاميرا جوال، دون أن تظهر ملامحهما كاملة، ونشرتها على موقع إلكتروني شهير خاص بالصور، وذلك بعد تنازل المعلمتين؛ حرصا على مستقبل الطالبة. وقال رئيس المحكمة الجزئية بجدة الشيخ إبراهيم السلامة ل«شمس» إن المحكمة كانت تتجه إلى الحكم على الطالبة بعقوبة تعزيرية تتناسب وعمرها ومدى إدراكها لحجم ضرر وعواقب ما أقدمت عليه، كما أن الحكم الذي كان سيقع يراعي ما تم اتخاذه من العقوبات التربوية المتبعة بحق الطالبة من قبل الجهة التربوية المسؤولة عنها والذي تمثل في إيقاف الطالبة عن الدراسة عاما ونقلها إلى مدرسة أخرى وغير ذلك من عقوبات تربوية وقعت عليها. وأضاف أنه كان للقيم والمبادئ التربوية التي أظهرتها المعلمتان أثر كبير فيما أبدتاه من وعي وإدراك ومن حرص تربوي قويم وواع على تلميذتهما، وعلى تجسيد قيم العفو عند المقدرة واقعا، وذلك عندما تنازلتا في اللحظة الأخيرة عن الطالبة التي لم تكن واعية بضرر فعلها وذلك بحكم سنها وقدرتها الإدراكية وعبثية فعلها. كما أنه تم تدارك الأمر والحد من ضرره في وقت مبكر من ظهور الصور. وذكر السلامة أنه تم مخاطبة الجهة التربوية المسؤولة لشكر المعلمتين على ما بدر منهما وما أظهرتاه من تعامل تربوي لائق وواع مع المشكلة عموما ومع إجراءات التقاضي، وأكد على أهمية مراعاة الضوابط التربوية المتصلة بالسلوك المدرسي وتنفيذها في البيئات المدرسية من قبل كل من المدارس وإداراتها وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات وكذلك الطلاب. وكانت المعلمتان وولي أمر الطالبة وكذا الطالبة نفسها شكروا المحكمة وناظر القضية على الآلية التي تم التعامل بها مع القضية وعلى النظرة البعيدة التي اتسم بها ناظر القضية والتوجيهات التي زود بها أطراف القضية أثناء التقاضي التي كان لها الأثر الكبير في إنهاء القضية بهذا الشكل .