يتواجه المنتخب الجزائري مع نظيره المغربي اليوم بملعب 19 مايو 1956 بمدينة عنابة شرقي البلاد في مباراة ستحدد نتيجتها بشكل كبير مصيره في بقية مشوار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي تستضيفها الجابون وغينيا الاستوائية مناصفة. ويقبع المنتخب الجزائري في المركز الأخير للمجموعة الرابعة برصيد نقطة واحدة بينما يقتسم المنتخبان المغربي وإفريقيا الوسطى الصدارة بأربع نقاط، كما أن الفريق لم يحقق أي فوز في مباراة رسمية منذ 14 شهرا. ويبدو أن المنتخبين تجاوزا الصراع السياسي بين البلدين بسبب النزاع في إقليم الصحراء الغربية وركزا كل جهودهما على المباراة خاصة المنتخب الجزائري الذي لا يريد التفريط في نقاط المواجهة لأن أي تعثر جديد يعني خروجه من دائرة المنافسة على التأهل فيما يعول «أسود الأطلس» على نتيجة إيجابية تعبر بهم الطريق للعودة مجددا إلى المشاركة في النهائيات بعد غياب عن الدورة الماضية. وتخشى السلطات في الجزائر من أن يتحول فشل الفريق في الفوز على نظيره المغربي إلى صدامات مع الشرطة، خاصة وأن مدينة عنابة شهدت في المدة الأخيرة احتجاجات عنيفة تطالب بتحسين ظروف المعيشة وتوفير الوظائف. وحاول عبدالحق بن شيخة المدير الفني للمنتخب الجزائري تخفيف الضغط علي لاعبيه وأكد أن فريقه جاهز لتحقيق الفوزأ معترفا بأن نتيجة المباراة ستكون مصيرية وحاسمة ليس فقط لمستقبل المنتخب وإنما أيضا لبقائه على رأس الجهاز الفني. ورفض كريم زياني لاعب وسط قيصري سبور التركي، الذي يعتبر هو وعنتر يحيى مدافع نادي بوخوم الألماني، الجزائريين الوحيدين اللذين شاركا في المباراة التي خسرها المنتخب الجزائري أمام نظيره المغربي 1/3 بعد الوقت الإضافي في الدور ال 16 من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004 التي أقيمت بتونس، الحديث بلغة الثأر وقال إن ظروف هذه المواجهة تختلف لأن المنتخب الجزائري لا يوجد خيار أمامه سوى الفوز للبقاء في سباق التأهل إلى النهائيات. وشدد عبدالقادر غزال مهاجم نادي باري الإيطالي على ضرورة التضامن بين لاعبي الفريق للوصول إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الفوز وتجاوز مرحلة الشك رغم صعوبة المهمة لإسعاد الملايين من الجزائريين الذين ينتظرون مثل هذه الفرصة منذ أكثر من عام. ويغيب عن المنتخب الجزائري ثنائي الدفاع مجيد بوقرة لاعب جلاسجو رينجرز الاسكتلندي بداعي الإصابة ورفيق حليش مدافع فولهام الإنجليزي وكريم مطور مهاجم بوروسيا مونشجلادباخ الألماني لعدم جاهزيتهما، غير أن ابن شيخة ظهر غير مكترث لهذه الغيابات بحجة أنه يملك البدائل التي تمكنه من إعداد الاستراتيجية الناجحة التي تمكنه من تحقيق الفوز، ويرجح أن يدفع باللاعبين أصحاب الخبرة. من جهة أخرى يغيب عن المنتخب المغربي قائد الفريق يوسف حاجي لاعب نانسي الفرنسي بداعي الإصابة ومنير الحمداي مهاجم أياكس أمستردام الهولندي لخيارات فنية. وحذر البلجيكي إيريك جيريتس مدرب المنتخب المغربي لاعبيه من الغرور والاستهانة بالمنتخب الجزائري وقال بعد وصول بعثة الفريق، مساء أمس الأول، إلى مطار مدينة عنابة إن الفريق الجزائري ينتفض عندما يكون في وضع صعب. وأضاف «المنتخب الجزائري يملك لاعبين موهوبين وهو دائما ما يكون في أفضل مستوياته عندما يكون في وضعيات صعبة، لذلك طلبت من اللاعبين توخي الحذر في المباراة». وأكد مهدي بن عطية مدافع أودينيزي الإيطالي على صعوبة المواجهة، لكنه أشار إلى قدرة زملائه على التربص بالمنتخب الجزائري والفوز عليه بعقر داره من أجل تسهيل عودة المغرب إلى المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وكان المنتخب المغربي قد اختتم استعداداته للمباراة، مساء أمس، بإجراء أول وأخر حصة تدريبية بملعب 19 مايو 1956. للإشارة فإن المباراة يديرها الحكم راجيندار باسدار من جزر موريس.