أكد رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن المركز أنشئ ليكون قناة للتعبير المسؤول وتهيئة المناخ الملائم لانطلاق الآراء المستنيرة وأوضح أنه على استعداد لاستقبال جميع الأطروحات والآراء من مختلف الفئات الفكرية، وهي تأكيدات و إيضاحات دائما يتكرر طرحها في كل مناسبة خلال ثماني سنوات ماضية هي عمر الحوار. وهذا ما يجعلنا نتساءل ما نتائج هذه الحوارات؟ وهل أسهمت في تحقيق الهدف وأوصلت الصورة واضحة للقيادة ونقلت هموم الفئات الفكرية لكي يصدر عنها قرارات ناهيك عن آليات التنفيذ؟ إنني أرى أن ذلك أهم خطوة يجب أن يضطلع بها المركز لكي يحقق الهدف من إنشائه. ومن خلال تجربة لي غير مشجعة مع فعاليات الحوار الأخير الذي أقيم في جدة، وجدت صعوبة بالغة في إيصال صوتي وباءت محاولاتي عن طريق الموقع الإلكتروني والاتصال بأرقام منسقي المناطق بالفشل في أن أعرض عليهم أطروحة تتوافق مع القضية محل الحوار ولا أدري إن كان مسؤولو المركز يريدون أن نتواصل معهم بغير تلك القنوات المعلنة! من جانب آخر يلاحظ أن مسؤولي مركز الحوار غير متفرغين، ولديهم مسؤوليات أخرى كبيرة، ما قد يؤثر في قدرة المركز على القيام بمهامه على أكمل وجه، وقد يضطرهم إلى تفويض صلاحياتهم إلى آخرين لا يستشعرون أهمية الحوار أو غير مهيئين للمهمة، خاصة أن إدارة الحوارات دائما تتطلب أشخاصا ذوي قدرات معينة ورؤى واسعة، وفي اعتقادي لو كانوا كذلك لما تحول الحوار إلى إجراءات بيروقراطية منفرة انعكست على نتائجه غير الفعالة، والدليل أننا خلال ثماني سنوات – كنا نأمل أن تكون سمانا- نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.