تسبب الحضور النسائي الكثيف خلال إحدى المحاضرات الدينية التي أقيمت مساء أمس الأول بمجمع تجاري بمدينة جدة في توقيف حركة السلالم الكهربائية لتجلس عليه من لم تجد مكانا للجلوس عليه. كما افترشت بعض النساء الأرض في الدور العلوي لمتابعة المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمد العريفي في مستهل حملة «ركاز» التوعوية، علما أن الجزء المخصص للرجال اكتظ أيضا بصورة لم يتوقعها منظمو الحملة التوعوية التي انطلقت في جدة. ووفر المنظمون ألف مقعد فقط، خصصوا ثلثيه للنساء والثلث الأول للرجال، لكن الحضور فاق توقعاتهم بالضعف تقريبا، فاضطر كثيرون للوقوف ومتابعة المحاضرة قرابة ساعتين. وتمثل استضافة المشايخ والدعاة المشاهير، وتحديدا الأكثر نجومية، بين أول اهتمامات الملتقيات والحملات بغية الوصول إلى الشرائح الأوسع والتأثير فيهم بالكلمات التوجيهية، في حين وجدت المجمعات التجارية رواجا تسويقيا لها من خلال استضافة مثل هذه الحملات التوعوية، واستغلت الفرصة بالتنسيق مع هذه الجهات في كل فعالية يقيمونها وتهيئة مساحة كبيرة تتسع للجمهور وتمكنهم من الاستفادة من الفعاليات، إضافة إلى التعرف على المجمع التجاري. وكانت حملة «ركاز» لتعزيز الأخلاق أولى فعالياتها الجماهيرية باستضافة الشيخ الدكتور محمد العريفي، وقد اختارت الحملة في نسختها ال12 شعار «تقديرا لذاتي.. أعلنت احترامي»، والتي يشارك فيها نخبة من الدعاة والإعلاميين، واختاروا من الأسواق والمجمعات التجارية مكانا لها، إضافة إلى الجامعات والكليات وأماكن التجمعات الشبابية. ويتخللها عدد من الأمسيات عن موضوع الحملة واستضافة بعض نجوم الفن والرياضة لقدرتهم على التأثير أكثر. وتختلف تلك المحاضرات عن نظيراتها في المساجد والمخيمات الدعوية، وتكفي زيارة واحدة لأحد «المولات» التي تقام فيها تلك الفعاليات، لمعرفة البون الشاسع بين الخطابين والمتلقين في كلتا المحاضرتين مع تطابق المقدم، حيث تقل مفردات التوبيخ تجاه المقصرين، ويتم التركيز على كيفية تطوير الذات، والعيش بمسؤولية وتقدير الذات والآخرين، كل ذلك بأسلوب بعيد عن الطرح الوعظي المباشر. وتهدف الحملة إلى غرس القيم الإيجابية في الشباب بطريقة احترافية تضمن وصول الرسالة بشكل أكبر، كما أنها لا تقدم الدروس الدينية ولكنها تركز على اللقاءات الجماهيرية، إضافة إلى أن القائمين عليها يوجهون جهدهم للذهاب إلى الشباب بدلا من انتظارهم. ولاقت الحملة تأييدا عند كثير من سكان مدينة جدة، حيث أشاد بعض من التقتهم «شمس» بالوسائل التوعوية المبتكرة، ونجاحها في اختيار الرموز الإعلامية المشاركة .