«تم إنجازه وفق أحدث المعايير العالمية وبأفضل التقنيات في مجال إنشاء مراكز المعارض».. هكذا كان يقول المهندس عبدالله بن عمران العمران، الرئيس التنفيذي لمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، وهو يصف المركز في صحيفة الاقتصادية بتاريخ 20 جمادى الأولى 1431ه أي منذ عام تقريبا. هذا الكلام يقوله عن مركز المعارض الذي غرق في شبر ماء إثر تسريبات لن تحصل لمبنى بني من صفيح، فكيف بمبنى بني وفق أحدث المعايير؟ حتى الخيمة عندما ننصبها في الصحراء تمنع دخول مياه الأمطار إليها بشبر من التراب نحوطها به! العمران كان يتحدث عن أهمية المركز من خلال استقطاب المتخصصين محليا وإقليميا، ولم نكن نعلم أن المركز كان ينوي استقطابهم لإغراقهم وإغراق بضائعهم! هذا المركز الذي ينقل الصورة الحضارية عن التطور الملحوظ في النشاط الاقتصادي، كما يقول. اللافت طبعا أن العمران طالعنا بالأمس ببيان نشر في كل مكان ليقول إنه لم يتم استلام المركز بصورة نهائية.. معقول؟ المركز الذي افتتح قبل نحو عام.. لم ينته! المركز الذي نظم العديد من المعارض خلال العام الفائت لم ينتهِ؟ المركز الذي قال عنه العمران قبل عام إنه «تم إنجازه».. لم ينتهِ؟ لنحل اللغز الآن.. قبل سنة يقول العمران تم الإنجاز والآن يقول لم ينتهِ.. حل اللغز طبعا سهل جدا.. ستجدونه لدى المقاول والغرفة التجارية منشئة المركز، ولدى المهندس العمران.. فقط اجمعوهم في مكان واحد وواجهوهم ببعض الصور للمركز وهو يطفح بمياه الأمطار.. وسيتم حل اللغز مباشرة. الجانب الأجمل في الموضوع هو تصريحات الغرفة التجارية وهي تتحدث عن إنشاء المركز حينها.. ففي تقرير نشر بجريدة الرياض بتاريخ 27 رمضان 1427ه.. تحدثوا عن لجنة خاصة وقفت على العديد من التجارب الدولية وأنهم أوفدوا وفودا لأمريكا واليابان من أجل ذلك، وأنهم دعوا أكبر المكاتب الهندسية ذات الخبرة الدولية لوضع تصميمات المشروع في مسابقة معمارية! إضافة إلى دعوة الشركات الوطنية الكبرى المؤهلة في مجال المقاولات إلى تنفيذ المشروع. «مستوعبين الموضوع؟» كل هؤلاء الخبراء الدوليين والمهندسين والمقاولين لم يستطيعوا وقف تسرب ماء المطر داخل المركز.. تعرفون المشكلة أين تكمن بالضبط؟ اسألوا جدة.