تمكنت قوات المتمردين الليبيين من تضيق الخناق على الزاوية، المدينة الاستراتيجية الرئيسية على طريق طرابلس معقل معمر القذافي، بعد يوم من تصاعد الصراع والهجوم الشرس على أقرب نقطة من العاصمة تسيطر عليها المعارضة. لقد انتشر القتال مع قوات المعارضة فجأة وتوسع من الشريط الساحلي نحو الجنوب، حيث تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على حقول نفط استراتيجية. ويحاول الجانبان كسر حالة الجمود في الجبهات رغم مضي أكثر من أسبوعين على القتال. وتقف قوات المعارضة الآن عند تخوم رأس لنوف، الميناء النفطي الصغير، بعد أن كانت توعدت بالزحف نحو العاصمة طرابلس لإقصاء القذافي من سدة الحكم، بعد 42 عاما من السيطرة. لقد شهدت المنطقة الغربية سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث تجاوزت الأرقام عشرات القتلى ومئات الجرحى. وتركز القتال على السيطرة على مدينة الزاوية الاستراتيجية التي تبعد 50 كم فقط غرب العاصمة. وتعرض المنتفضون لنكسة قوية بعد الأنباء التي تحدثت عن مقتل قائدهم العسكري حسين دربوك في المدينة، وهو عقيد في الجيش الليبي انضم إلى الانتفاضة، بعد تعرضه لنيران مدفعية مضادة للطائرات، يستخدمها الطرفان على أنها أسلحة للقتال البري. وبعد الهجوم الصاعق على قوات القذافي في رأس لندوف، يكون المنتفضون قد شددوا قبضتهم وأحكموا سيطرتهم على شرق ليبيا. وهو ما يعني بلوغهم مسافة تقترب من 250 كم من سرت، مسقط رأس القذافي، وأحد معاقله الرئيسية. وتمكنت الانتفاضة هناك من تحقيق انتصارات غير متوقعة وسهلة ما أعطاها زخما جديدا أمام قوات الحكومة التي تتداعى معنويا. والمعروف أن الجيش البريطاني جاهز لأداء مهام في ليبيا بغضون 24 ساعة في حال الطلب وفي حال تدهور الأوضاع هناك لتنفيذ أغراض ومهمات إنسانية وليس عمليات قتالية. ومجرد الإعلان عن وجود قوات بريطانية مستعدة للحركة، قد يؤشر إلى وجود شكوك ومخاوف من احتمال أن يطول الصراع في ليبيا ويتحول إلى حرب أهلية، ما قد يؤدي إلى أزمة كبيرة.