بعد أن برق نجم النصر في سماء العالمية واعتلى قمتها ووصل عبرها إلى كأس العالم للأندية ليحصد لقب «العالمي» غاب الفريق عن المنافسات القارية سنوات طويلة قبل أن يعود مجددا لساحتها حيث يستعد لخوض المعترك الآسيوي غدا في أولى خطواته لاستعادة أمجاده. متغيرات كثيرة على مختلف الأصعدة الإعلامية والفنية والتجهيزية قد تجعل المشاركة مختلفة تماما وقد تفتح المجال لتساؤلات متتالية ما إذا كان الفريق قادرا على استعادة أمجاده أم أن الضغوط النفسية والاجتماعية ستؤرق الفريق. «شمس» فتحت التساؤلات واتجهت إلى عدد من المختصين كل حسب مجاله إعلاميا وفنيا ونفسيا واجتماعيا، فإليكم حصيلة ما ذكروه: في البداية أبدى الكاتب الرياضي المختص بشؤون النصر عادل الملحم تخوفه من المهمة الآسيوية للفريق النصراوي في المرحلة القادمة ولم يبالغ بل رأى أن دور الثمانية مطلب الجميع: «من المؤكد أن العامل النفسي يكون أكثر تأثيرا في البطولة الآسيوية من العامل الفني وهذا ما يمر به النصر ويحتاجه في الفترة المقبلة فالفريق مبتعد عن البطولات منذ فترة بسبب الضغوط الإعلامية من الجماهير والإعلام المضاد الذي جند أقلامه وقواه لمحاربة النصر والتركيز بشكل مكثف من خلال الحديث عن صعوبة عودة النصر للبطولات، ولكن ما هو متعارف عليه أن هذه الضغوط الإعلامية تخف ولو مؤقتا عندما تكون البطولة خارجية بحكم أنها باسم الوطن وهذا ما يجب على الإدارة النصراوية الاستفادة منه وبلا شك نصر ماجد والنجوم العملاقة الذين سطروا أروع الفنون وتوجوه بقص الشريط لمشاركة الفريق النصراوي كأول فريق آسيوي عربي خليجي يشارك في مونديال عالمي والكوكبة السابقة سيؤثرون على اللاعبين كثيرا وهذا ما يجب على الإدارة أن تأخذه في الحسبان لأننا يجب أن نتحدث بعقلانية ونتجرد من المجاملة لأن الاستعداد ليس مناسبا إطلاقا بالإضافة إلى أن الأجانب ليسوا بقدر الطموح فنصر آسيا في البطولة الماضية كان يملك النجم العالمي ستريشكوف وأنا أجزم وأكرر رسالتي للإدارة أعدوا الفريق نفسيا وفكروا في بداية الأمر في دور الثمانية وفي حالة تأهلنا لدور الثمانية نتوقف حينها بحكم توقف البطولة لفترة طويلة ونبدأ نفكر فيما هو أصعب». الأخذ بالمشورة وفنيا أكد المدرب الوطني بندر الجعيثن ضرورة الحديث عن النصر بشكل مكثف وليس الاختصار على البطولة الآسيوية: «لنكن أناسا واقعيين ونبتعد عن العاطفة ليس لشيء بل من أجل مصلحة النصر ومحبيه من أجل بطولاته ومن أجل العودة إلى سابق عهده فالفريق مر باختيارات عشوائية أثرت عليه كثيرا فالأجانب ليسوا بالطموح إطلاقا فمن أحضر ذات يوم حسين أزميجاني ويوسف فوفانا وستريشكوف وأوهين كينيدي من المستحيل أبدا أن يرضى بهؤلاء الأجانب بالإضافة إلى اللاعبين المحليين القادمين إلى الفريق لم تكن إضافتهم بالقدر الذي كان يريده محبو النصر والمدربون طوال الفترة الماضية، لم يكن لديهم الفكر التدريبي الذي يحتاجه الفريق باستثناء المدرب باوزا فقط». وأضاف الجعيثن: «خسارة العديد من النجوم أمثال ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي أمور يجب وضعها في الاعتبار ولكن يجب أن يعي النصراويون عامة أن الفترة القادمة حساسة جدا والنصر الحالي ليس بالفريق القادر على تحقيق البطولة الآسيوية فعلى الإدارة أن تأخذ بالمشورة وبمبدأ الأخذ والعطاء والاستفادة قدر المستطاع من النجوم القدامى أمثال ماجد والهريفي ومحيسن وإفادة اللاعبين من خبراتهم وكيفية تعاملهم مع تلك البطولات المصيرية التي تتطلب تعاملا خاصا ونفسا طويلا ولا ننسى أن نعطي رجل النصر كحيلان حقه؛ فهو إنسان مجتهد ويقدم مجهودا يشكر عليه ولكن يجب أن يعي الجميع أن اليد الواحدة لا تصفق فكحيلان مطلوب منه اختيار مميز للاعبين وجلب الكثير وتغيير العديد من الأمور وهذا يحتاج وقفة بجانبه والبطولة الآسيوية القادمة أتمنى أن تركز الإدارة فيها على العامل النفسي كثيرا فهو مطلوب للغاية للفريق النصراوي في الوقت الحالي بالإضافة إلى أنه يجب أن نرى مجهودات مساعد المدرب، فدوره كبير جدا فما هو مطلوب منه أن يكون ملما بالنواحي الفنية وكذلك بقراءة المباراة وهذا الأمر ليس عيبا أبدا». الأكثر عرضة للضغوط وفيما يتعلق بالنواحي النفسية، أكد الدكتور حمود البغلي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام أن المنافسات الرياضية والمصيرية تسبب ضغوطا لا حدود لها على اللاعبين ويجب أن تؤخذ في الحسبان: « للأسف البعض ينظر للاعب من الناحية المادية فقط لأنه يملك مقدمات عقود بالملايين ويملك رواتب ضخمة وسيارة فارهة والشهرة ويتناسى في نهاية الأمر أنه بشر يتعرض للضغوط مثل الآخرين بل ليعلم الجميع أن من أكثر الناس تضررا من الضغوط هم اللاعبون فالمنافسات الرياضية ذات الشعبية الكبيرة والجهد العضلي تسبب الضغوط». وأضاف البغلي: «يجب على إدارة النادي التركيز على الأمور التي لها دور إيجابي وكبير على اللاعبين وتغطي الكثير من العيوب الفنية في حالة وجودها والمطلوب منها متابعة اللاعبين قبل البطولات الحاسمة بفترة، فتتابع من يتأخر عن التدريب ومن يقدم أداء خشنا سواء أثناء التدريبات أو المباريات الودية الاستعدادية من أجل حصرهم والجلوس معهم جلسات طويلة ومكثفة لا تخلو من الصراحة ورفع معدل الثقة لديهم وكذلك جلسات مكثفة لتطوير مكافحة الغضب والسيطرة عليه قدر المستطاع قبل المهمة». وبين أن من أبواب رفع الثقة في النفس التذكير بما قدمه النجوم في الماضي من مستويات مبهرة والتأكيد على أن اللاعبين الحاليين قادرون على تكرار ما فعله السابقون وربما التفوق عليهم عندما يؤدون أدوارهم بجدية وتفان وقتالية عالية: «لا أنسى أن مكوث الإدارة فترة طويلة مع جميع اللاعبين يساعد عناصر الفريق على البوح بما في داخله من عتب وأنا أجزم لو قامت الإدارة بهذه الوصفة ستكون النتيجة إيجابية وتفرح محبي الفريق وكم أتمنى التوفيق للنصر في البطولة الآسيوية». التكافل والتكاتف وطالب سالم الغامدي مدير مركز الأمير سلطان بن فهد للتنمية الاجتماعية بالدمام بدوره النصراويين بلم الشمل والتكاتف والتكافل في الفترة القادمة؛ لأنها مهمة جدا: «الناس بجميع طبقاتهم تحتاج لبعضهم البعض ولا غنى عن ذلك، فالرياضيون يجب أن يعلم الجميع أنهم في أمس الحاجة للتكاتف والتكافل الاجتماعي؛ لأنه في النهاية ستحصل على تنظيم رسمي يوصلك بمشيئة الله لتحقيق مرادك فبلا شك النصر يمثل الوطن في القريب العاجل فما يحتاجه هو تكاتف وتكافل الجميع مع الإدارة في الفترة القادمة؛ لأنها فترة مصيرية وبطولة يحبها النصراويون كثيرا فهي الطريق للعالمية التي تميز بها النصر عن أقرانه فما هو متعارف عليه عندما يكون هناك تكاتف وتكافل يسبب قوة متماسكة يكون من الصعب جدا اختراقها ومن المؤكد أنه سيصل لمراده أو على الأقل إلى نتيجة إيجابية ترضي الجميع فما يحتاجه النصر في الفترة المقبلة تكاتف الجميع دون استثناء مع رئيس النادي؛ حتى يحقق نجوم النصر ورجالاته ما يتمناه منه جماهيره».