نظمت السلطات الإيرانية، أمس، مظاهرة ضد زعيمي المعارضة البارزين في البلاد. ودعا أكثر من 200 نائب وعدد من رجال الدين ومؤيدون للحكومة إلى اعتقال وإعدام رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي بتهمة تهديد النظام والتعاون مع الأجانب. وتجمع آلاف من أنصار الحكومة، وسط طهران وشرعوا في الدعوة والهتاف «أعدموا موسوي وكروبي»، حسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية. وقاد رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي المتشدد جموع المصلين الذي اقترح فرض الإقامة الجبرية الدائمة والعزلة على زعيمي المعارضة. «يجب على السلطة القضائية قطع اتصالهما كليا مع جموع الشعب وسجنهما في منزليهما وقطع خطوط الهاتف والاتصال بالإنترنت بحيث لا يكون بمقدورهما الاتصال وإرسال رسائل إلى مؤيديهما». كما هتف الحشد «الموت لخاتمي» و«الموت لهاشمي» في إشارة إلى محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيسين السابقين المعارضين للرئيس محمود أحمدي نجاد. وأصدر المتظاهرون قرارا في نهاية المظاهرة مفاده أنه بمجرد إعطاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي الضوء الأخضر، فإنهم سيصفون المعارضة. وأثار موسوي وكروبي زعيما حركة «الموجة الخضراء» المعارضة غضب الدولة بدعوتهما إلى مسيرة، الاثنين الماضي، تضامنا مع المظاهرات المناوئة للرئيس المصري السابق حسني مبارك. وفرقت قوات الأمن المظاهرة بعنف ما أسفر عن مقتل شخصين. وكانت المظاهرة تهدف إلى تسليط الضوء على رفض طهران منح الإيرانيين نفس حقوق التظاهر كما في مصر. ودعت مواقع معارضة في ذات الوقت إلى تنظيم مزيد من الاحتجاجات، الأحد المقبل، في طهران إحياء لذكرى وقوع قتيلين. ولم يكن موسوي وكروبي من المهندسين الرئيسيين للثورة الإيرانية في عام 1979 فقط، بل كانا مساعدين مقربين من المرشد الأعلى الراحل آية الله الخميني في ثمانينيات القرن الماضي. ونأى رئيس السلطة القضائية الإيراني آية الله صادق أملي لاريجاني بنفسه، أمس الأول، عن دعوات لاعتقال وإعدام زعيمي المعارضة، مشيرا إلى ضرورة إجراء تحقيق قانوني وعادل.