طوت وساطات شيوخ القبائل ودية قدرها ثلاثة ملايين ريال أمس خلافا بين قبيلتي آل رزق يام بنجران ووايلة على الحدود السعودية اليمنية، إثر إطلاق أحد أبناء القبيلة الأولى النار على خصمه من القبيلة الثانية مما أدى إلى إصابته بشلل رباعي. وتم عقد الصلح بعد جهود كبيرة قادها شيخ شمل قبائل مواجد يام الشيخ صمعان بن نصيب بحضور الشيوخ ابن قعوان، ابن هضبان، الكنفري، وعجيم بن مطارد الذي قاد مبادرات تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وكان قرابة ألف شخص من قبيلة وايلة تجمعوا صباح أمس شرق مطار نجران في موقع المناصد المحدد سابقا «الغويلة» يتقدمهم شيخ الشمل الشيخ محمد آل دايل بن فارس، الشيخ عبدالله الكعبي، الشيخ مدهش النوب، الشيخ حسين بن لتاج والشيخ سالم آل كرعل. فيما تجمع قرابة العدد نفسه من أفراد قبائل رجال يام في الموقع يتقدمهم شيخ شمل مواجد يام الشيخ صمعان آل نصيب، والعديد من وجهاء وأعيان يام. وفي البداية رحب الشيخ آل نصيب بالحضور وقال مخاطبا قبائل وايلة: «منحناكم الحكم الذي ترتضونه في رضا ابنكم المصاب تحكيما مطلقا لا منهى ولا مرد فيه». فيما رد شيخ وايلة ابن دايل: «جوابكم وسمعناه والله يحييكم ولا في الخطأ إلا الرضا». بعدها تحدث الشيخ الكعبي مشيرا إلى أن رجال وايلة سيتشاورون فيما بينهم، لتقوم القبيلة بعدها بالطلب من قبيلة يام ربخة بالتحكيم حسب السلف والعرف الجاري بين قبائل همدان عامة. ثم كتبوا «ربخة التحكيم» أي وثيقة التحكيم، وكانت لوجه مشايخ يام الحاضرين في المناصد وهما الشيخان ابن نصيب وابن هضبان. وبعد ذلك أقبل رجال وايلة من جلستهم التشاورية بزامل من التراث وقالوا إنهم متنازلون عن الخطأ الذي حل بابنهم لوجه الله ثم لوجه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني ولوجه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله ولوجوه مشايخ يام ومشايخ وايلة ولكل من حضر، مشيرين إلى أنهم منحوا الصلاحية بالكامل لقبيلة آل رزق يام ليكون الحكم حكمهم، ومن ثم كتبوا ورقة العفو التي تم الاتفاق عليها. وبعد عدة مشاورات بين حكم الشيخ ابن نصيب بدية قدرها ثلاثة ملايين ريال للمصاب ولمن معه من أفراد أسرته من قبائل رجال يام كافة وسط تهليل وتبريك برفع الرايات البيضاء لأفراد قبيلة وايلة على الموقف الذي وصفه الحضور بأنه موقف إنساني يسجل لكلتا القبيلتين.