وقعت مواجهات جديدة، أمس، بين أنصار النظام الإيراني ومؤيدين للمعارضة خلال تشييع شخص قتل في التظاهرات المناهضة للحكومة، الاثنين الماضي، فيما أعلنت إيران أنها ستلاحق قادة المعارضة. ويتهم مسؤولون إيرانيون أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بالتأثير على حركة المعارضة. لكن زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي أصدرا بيانين يشيدان بالمتظاهرين ووجها دعوة إلى الحكومة الإيرانية ل «الاستماع للشعب». وقال الرئيس الإصلاحي السابق لمجلس الشورى كروبي في رسالة نشرها موقعه مخاطبا السلطة «أحذركم، افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان واستمعوا إلى صوت الشعب». لوح مدعي عام إيران غلام حسين محسني إيجائي باحتمال ملاحقة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين دعيا إلى تلك التظاهرة. وقال كما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء إن «زعيمي إثارة الفتن هما الشخصان اللذان يجب معاقبتهما على أعمالهما الإجرامية، ويجري القيام بتحركات في هذا الصدد». وتابع «أعطاهما الشعب عقابهما، لكن لدى الناس الحق المشروع للمطالبة بعقاب من الهيئة القضائية ونأمل أن نتمكن من القيام بذلك». وكان أكثر من 200 نائب في البرلمان طالبوا، أمس الأول، بتطبيق عقوبة الإعدام ضد موسوي وكروبي بسبب ما يزعم من تنظيمهما الاحتجاجات الأخيرة بمساعدة دول غربية. ودعا النظام الإيراني إلى تظاهرة، غدا، للتنديد بحركة المعارضة كما أفاد التليفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني. وأعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية أن «شعب طهران النبيل سينزل إلى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة». وأوضح أن المشاركين في التجمع «سيعبرون عن حقدهم وغضبهم للجرائم الوحشية والتحركات المسيئة لقادة مثيري الفتنة المشاغبين وحلفائهم المنافقين». من جهة أخرى، أدان زعيما المعارضة الإيرانية رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي قمع المظاهرات المناهضة للحكومة ورفضا أي ارتباط لها بدول أجنبية. وقال موسوي في موقعه الإلكتروني «سهام نيوز. أورج»: «تريد الموجة الخضراء تحقيق قيم ثورة 1979 والحرية وتنفيذ الدستور وتعتمد تلك الحركة على قوة الشعب الإيراني لا علي أطراف خارجية». وكتب كروبي في موقعه «لقد كنت جنديا في هذا البلد لأكثر من 40 عاما ولا أخشى من أي تهديدات. ومستعد لدفع أي ثمن ضروري». وقال رجل الدين المعتدل «لكن بدلا من التهديدات يتعين أن تطلق الحكومة سراح جميع السجناء السياسيين وتوقف قمع الشعب وتسمح بحرية الصحافة والالتزام بالدستور». وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد، الهدف الأساسي للاحتجاجات قال، أمس الأول، إن الجهود التي تتخذها المعارضة لتنظيم المظاهرات الاحتجاجية لن تثمر. «هناك عداء كبير ضد الحكومة الإيرانية، لكن مثيري تلك الأحداث يتعين أن يعرفوا أنه لا يمكنهم أن يقوضوا الوضع الراهن». وأضاف «هذا يشبه محاولة إلقاء الغبار على الشمس: فالغبار سيعود فحسب إلى أعينهم». ومظاهرات الاثنين هي الأولى من قبل المعارضة منذ ديسمبر عام 2009. وتؤكد المعارضة أن أحمدي نجاد فاز في الانتخابات الرئاسية ذلك العام من خلال التزوير. وكان عشرات المتظاهرين قد قتلوا واعتقل العديد من المسؤولين الإصلاحيين السابقين والصحفيين والطلاب والنشطاء في المسيرات التي نظمت عام 2009 .