قبل فترة طالعتنا صحيفة عكاظ بخبر يتحدث عن فاتورة أسطورية بمليون ريال هي ثمن إقامة وفد حقوق الإنسان في جنيف، خرج بعدها «الريس» بندر العيبان في الصحيفة نفسها محاولا تبرير المبلغ بأنه يشمل عدة زيارات. عن نفسي لم أستطع هضم هذا المبلغ على الرغم من «بهارات» الريس، وما زالت معدتي تعاني التلبك من آثار هذا الرقم! ما هي حقوق الإنسان التي يضطرون إلى السفر من أجلها إلى جنيف؟ وتكلفهم معرفتها هذا المبلغ؟ إن كان معاليه يعمل بجهد لتطوير جهازه ولو كلفه هذا الأمر قطع آلاف الأميال! فأنا ومن هذا المنبر أوجه له الدعوة إلى مرافقتي في جولة مدفوعة التكاليف من قبلي، وتشمل مشروبات الطريق للوقوف على حالة حقوق الإنسان الحقيقية هنا، التي لا تحتاج إلى مليون ريال ولا إلى مليار كذلك لتطويرها، فقط «شوية ضمير وحركة»! في هذه الجولة سأحملهم في سيارتي إلى جدة، وسأريهم كيف يسبق سفرنا البري رحلة مواطن كان من المفترض أن يركب طائرته من الرياض قبل مغادرتنا، وكيف وصلنا وهو لا يزال لم يركب بعد، وسأسأل معالي سعادة الوفد المرافق معي قائلا: «بالله هذا مو حق إنسان منتهك؟». بعدها سآخذهم في جولة في أحياء جدة، وحول المستنقعات التي تنتشر أكثر من البشر هناك، وأقف بهم وبشكل غير رسمي على موسم تكاثر البعوض وأقول: «أليس من أبجديات حقوق الإنسان ألا تُهدد صحته؟». وسأقول لهم في نهاية رحلتنا هذه: «إنهم مُترفون في سويسرا، لا تذهبوا إلى هناك. فإنسانهم نال أساسيات الحياة ولن يخبركم بشيء. إذا أردتم أن تعرفوا فلتكن انتداباتكم إلى أحيائنا الفقيرة التي ستتعلمون فيها ما لن تستطيع كل مدارس جنيف تعليمكم إياه، بشرط أن تحضروا ضمائركم معكم!».