يوجد في واقعنا المحلي كثير من النماذج المثالية التي نأمل أن يحتذى بها في مثيلاتها من الأعمال، ما يؤكد أننا قادرون على توفير أعلى المعايير متى ما أردنا، ولنبدأ على سبيل المثال من أصغر المشاريع إلى أكبرها، فمثلا في مجال تحويلات الطرق تأتي توسعة طريق مطار الملك خالد الدولي بالرياض نموذجا لما يجب أن يكون عليه مستوى السلامة المرورية وسرعة الإنجاز وجودة العمل، ويطرح هذا النموذج تساؤلا: لماذا لا تكون جميع إصلاحات الطرق في المملكة على مستواه؟ أما في مجال نموذجية الأحياء السكنية وشوارعها الفسيحة وسرعة تصريف المياه فيها، فتأتي المدن الصناعية على القائمة مثل مدينة الجبيل التي يساور الشكوك من يتجول بها أنه في مدينة غير عربية، ما يدعونا للفخر بأنها مدينة سعودية تدار بعقول وطنية مطعمة بخبرات عالمية، وهذا النموذج أيضا يطرح ذات التساؤل: لماذا لا تكون كل مدننا «جبيلات صناعية؟» ماذا ينقصنا؟ نأتي للنموذج الأكبر والمشروع الأضخم على مستوى الوطن السعودي، والذي نتمنى أن يؤثر في كافة أرجاء البلاد مثل تأثيره الاقتصادي العام في حياتنا، إنها «أرامكو السعودية» التي نطمح أن تكون السعودية كلها أرامكو بأسلوب الحياة فيها وجودة بنيتها التحتية وخدماتها من مدارس ومستشفيات وحدائق وجميع مظاهر اهتمامها بالإنسان حتى في مناهج كلياتها التي تؤهل دارسيها إلى سوق العمل. يعترف أحد العاملين فيها بأنه يواجه مفارقات يومية كبيرة بين العمل بها والسكن خارجها، ويظهر ذلك في مثال بسيط ويعتبر مؤشرا مهما، وهو التزامه بقواعد المرور أكثر من نظام ساهر حتى أنه يأتي إلى منزله وهو رابط حزام الأمان بينما يتندر جيرانه على مظهره بقولهم إنه يعمل في «أرامكو»!.