أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، عدم وجود مجال للحلول المؤقتة، وأن الجهات المختصة ستقدم تصوراتها ومرئياتها في اجتماع اللجنة الوزارية الذي سيعقد بعد غد، برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، بمشاركة الوزراء المشمولين بالأمر السامي الصادر إثر وقوع الكارثة. وقال في معرض رده على سؤال ل «شمس» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في قصره، أمس، حول المتسبب الحقيقي في هذه الكارثة «لا أستطيع أن أحدد فردا في هذه اللحظة، ولكن أحمل المسؤولين الذين خططوا ورسموا شوارع وأحياء جدة من السابق، وجميعهم مسؤولون عن السيول التي ضربت المحافظة، أمس الأول، وخلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات»، مشددا على أن الدراسات والحلول المقدمة لا بد أن تعالج المشكلة من جذورها ووضع طرق التطبيق أمام الاجتماع الوزاري. وحدد الأمير خالد الفيصل الأحياء الأكثر تضررا في جدة وهي «السامر، والتوفيق، والنخيل، والشرفية، والكندرة، والرويس، والحمراء، والبغدادية، وأم الخير»، مبينا أن عدد الوفيات يبلغ أربعة حالات «سعودي ويمني ومصري وتركي». وذكر أن التيار الكهربائي انقطع عن 69.630 مشتركا، وتم إعادة التيار حتى مساء أمس، ل 61.541 مشتركا، متمنيا أن يتم تصحيح وضع 8091 مشتركا. وقال أمير مكة إن طيران الدفاع المدني ساهم في إنقاذ 466 محتجزا، فيما نقلت الفرق الأرضية 951 حالة طارئة، مشيرا إلى أنه تم توفير السكن لنحو 300 شخص حتى مساء أمس، في شقق مفروشة، كما تم تقديم خدمات الإعاشة لحولي 575 شخصا. ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أن الكارثة التي وقعت، أمس الأول، اختلفت عن التي وقعت في العام الماضي، حيث إن الأخيرة تمثلت في سيول منقولة قدمت إلى جدة، فيما تسببت غزارة الأمطار في الكارثة الحالية، حيث بلغت في بعض المواقع 120 مليلترا وفقا لبعض المصادر. وبين أن الكارثة هذه المرة لم تكن مفاجئة على عكس العام الماضي، «الاستعدادات كانت مناسبة وعالية، وقدمت كل الجهات ما في وسعها من خدمات، وكانت هذه كل قدرات مدينة جدة في مواجهة السيول». وأشاد أمير منطقة مكةالمكرمة بالجهود التي بذلها المواطنون في مساعدة المتضررين من السيول وإخراج المحتجزين ومساندتهم للأجهزة الخدمية وأضاف «نقول للمواطنين المتطوعين بيض الله وجيهكم». ووعد سكان جدة بتقديم كل الخدمات والإمكانيات لهم، متعهدا بالصدق في نقل الصورة الحقيقية للمعاناة. إلى ذلك، أكد الأمير خالد الفيصل، أن جدة تفتقر إلى مشروع تصريف الأمطار والسيول، لذلك كان الأثر بالغا «ربما لم تكن هذه الاستعدادات غير كافية في نظر البعض ولكن هذه هي الإمكانيات المتوفرة في مدينة جدة». وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته التي ألقاها قبل عقد المؤتمر الصحفي، أمس، إن الجولة التي قام بها بالطيران العمودي يرافقه الإعلاميون وعدد من المسؤولين أتت بتوجيهات ولاة الأمر بالإسراع أولا في مساعدة المتضررين الذين اجتاحتهم الأمطار والسيول، وكذلك دراسة كيفية إنهاء هذه المشكلة من جذورها «كانت توجيهات وأوامر خادم الحرمين الشريفين جلية وواضحة وكذلك توجيهات ولي العهد الصريحة والواضحة بخصوص ذلك، حيث وجه نائب الملك توجيهاته للأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسة الوضع وتعيينه رئيسا للجنة الوزارية التي ستعقد اجتماعها بعد غد، لمناقشة الوضع الراهن في جدة والبدء فورا لإنفاذ كل التوجيهات والأوامر». وأضاف «تعرفنا من خلال الجولة على وجود تجمعات كبيرة للمياه في أماكن عدة من جدة، وأمطار غزيرة هطلت وبلغت 111ملم بحسب بعض المؤشرات، كما وصلت 120ملم في بعض المؤشرات الأخرى، وهي كفيلة بأن تحدث أضرارا في أي مكان من العالم». وحول إنشاء السدود شرقي المحافظة، أكد الأمير خالد الفيصل أنها لا تزال تحت الإنشاء ولم يتم الانتهاء منها «تعرفنا من خلال الجولة على وضع جدة الراهن وسنعد تقريرا للوضع وسنقدمه لاجتماع اللجنة الوزارية بعد غد، وسنوضح فيه الحالة والحاجة المطلوبة لتلافي مثل هذه المشكلات في المستقبل، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن ولاة الأمر والمواطن»