يخوض المنتخب العراقي الأول لكرة القدم أصعب اختبار له حتى الآن في رحلة الدفاع عن لقبه بطلا لكأس أمم آسيا، عند مواجهته نظيره الأسترالي، اليوم، في الدور ربع النهائي من المنافسات، وفي لقاء آخر ضمن ذات المرحلة يلتقي المنتخبان الكوري الجنوبي والإيراني في لقاء مليء بالتناقضات نظرا إلى الاختلاف التام في طريقة اللعب التي ينتهجها طرفا اللقاء. ويعول المنتخب العراقي في لقائه أمام نظيره الأسترالي على الروح المعنوية العالية لدى اللاعبين، عقب تجاوزهم الخسارة الأولى في مرحلة المجموعات أمام إيران، بالفوز على الإمارات وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى تسوية الخلافات التي حدثت بين بعض اللاعبين والمدرب سيدكه. ويملك المنتخب العراقي دفاعا مميزا؛ لكون شباكه لم تهتز سوى مرة واحدة في مباراة إيران، في وقت بدا فيه واضحا افتقاد المهاجمين للمسة الأخيرة، على الرغم من تواجد نجوم عدة في خط المقدمة على رأسهم يونس محمد وهوار ملا، وصانع ألعاب بمستوى متميز مثل نشأت أكرم. وقلل المدرب سيدكه من الانتقادات التي طالت المنتخب من الناحية الهجومية، مؤكدا أن مهمة المهاجمين تسجيل القدر الكافي من الأهداف الذي يضمن لهم الانتصار، وهو ما حدث في مباراتي الإمارات وكوريا الشمالية. ويعتمد المنتخب العراقي على سرعة نقل الكرات واللعب من لمسة واحدة، لتعويض البطء الواضح لدى غالب اللاعبين، بيد أن أكثر ما ميز المنتخب العراقي في لقاءاته الثلاثة الماضية، الروح القوية لدى اللاعبين والإصرار على الفوز، وعدم فقدان الثقة في إمكانياتهم بغض النظر عن الظروف المصاحبة للمباراة. وعلى الجهة الأخرى، لم يتذوق المنتخب الأسترالي طعم الخسارة حتى الآن، وتصدر مجموعته الثالثة التي ضمت إلى جانبه منتخبات كوريا الجنوبية والبحرين والهند، حيث تعادل مع الأول وفاز على الثاني والثالث، مسجلا ستة أهداف واهتزت شباكه في مناسبة واحدة. ويتسلح المنتخب الأسترالي ب «الخبرة» المتواجدة لدى معظم لاعبيه، نظرا إلى احترافهم في دوريات أوروبية قوية على رأسها الدوري الإنجليزي، ويعتمد بشكل أساسي على الكرات العالية لإجادته لها، خصوصا مع تواجد المهاجم تيم كاهيل الذي سجل في الموسم الجاري 11 هدفا من ضربات رأسية خلال مشاركاته مع المنتخب أو فريقه إيفرتون. ويفتقد المنتخب الأسترالي الذي يشارك للمرة الثانية في البطولة الآسيوية لخدمات لاعب الوسط إيمرتون المحترف في بلاكبيرن الإنجليزي بسبب حصوله على بطاقتين صفراوين، في حين تبدو باقي عناصره جاهزة للقاء، بعد تشافي كاهيل من الإصابة التي تعرض لها أخيرا. كوريا الجنوبية × إيران ويعرف المنتخبان الكوري والإيراني بعضهما بشكل كبير، نظرا إلى تكرار مواجهتهما بشكل مستمر، سواء في البطولة الآسيوية أو تصفيات القارة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، والتقى المنتخبان أربع مرات منذ 1996 في بطولة كأس الأمم حيث فاز كل منتخب على الآخر في مناسبتين. ورغم اللقاءات المتكررة، إلا أن أسلوب المنتخبين مختلف تماما، وهو السبب الرئيس في الإثارة والندية التي تشهدها المباريات التي تجمعهما، حيث يعتمد المنتخب الإيراني على القوة الجسمانية واللياقة البدنية بشكل كبير، في حين يعتمد المنتخب الكوري على السرعة والمهارات الفردية للاعبيه. ولم يخسر المنتخبان حتى الآن في البطولة، إلا أن المنتخب الإيراني كانت نتائجه أفضل بعد نجاحه في حصد النقاط التسع كاملة في البطولة، في حين جمع المنتخب الكوري سبع نقاط من تعادل مع أستراليا وفوزين على الهند والبحرين. وخاض المنتخب الكوري غمار المنافسات بتشكيلة شابة في غالب المراكز، نظرا إلى رغبة اتحاد الكرة في تقديم جيل كروي جديد، بيد أن ذلك الأمر لم يمنع المنتخب من الاستعانة بخدمات بارك جي سونج لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي «30 عاما» لما يتمتع به من خبرة وإمكانيات عالية. واستفاد المنتخب الكوري كثيرا من التطور اللافت لفرقه المحلية على الصعيد القاري وسيطرته على بطلة دوري أبطال آسيا في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى لفت بعض لاعبيه أنظار الأندية الأوروبية، ما أدى إلى احتراف بعضهم في دوريات قوية مثل الدوري الإنجليزي والألماني. ولا يختلف الحال كثيرا للمنتخب الإيراني الذي يشارك في البطولة بمنتخب شاب، ولكنه لا يمتلك ذات الخبرة المتواجدة لدى الكوريين. ويسعى خلال اللقاء لإغلاق مناطقه الخلفية بشكل محكم لإبطال مفعول سرعة خصمه والاعتماد على المرتدات، بالإضافة إلى محاولة إجبار المنافس التركيز على الجانب البدني، الذي يتميز به الإيرانيون بشكل واضح .