تحتل المكسيك المرتبة الأولى في العالم في قائمة الإدارة المستدامة الناجحة للغابات في أكثر من 800 ألف هكتار. وبالتالي توفر المكسيك المؤشرات المطلوبة لتحديد كيفية الاستفادة منها في تشجيع تنمية الاقتصادات المحلية، بفضل خبراتها الغنية في مشاريع الزراعة المجتمعية والحفاظ على الأماكن الخضراء. هذه الخبرة المكسيكية تكتسب أهمية خاصة بمناسبة العام الدولي للغابات، الذي أعلنته الأممالمتحدة تحت شعار «الغابات للناس». ويرى المتابعون أنها أسهمت في القضاء على كثير من أمراض الغابات التي تعتبر «رئة الأرض» خاصة وأن المكسيك تحتضن 65 مليون هكتار من الأراضي المغطاة بالأشجار. تحتوي غابات العالم على نسبة 80 % من التنوع البيولوجي، وتأوي نحو 300 مليون نسمة، ويعيش 1.6 مليار شخص على ثراء أنظمتها الإيكولوجية. ومع ذلك، تعتبر الغابات -رئة الأرض- مريضة، حيث يختفي 13 مليون هكتار منها كل عام، ويتسبب زوالها في 20 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أحد الغازات الرئيسية المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة. وتعتبر إزالة الغابات واحدة من أخطر قضايا البيئة في المكسيك، حيث تفقد أكثر من مليون هكتار من الغابات كل عام. وابتداء من 2002، كان للمكسيك ثاني أسرع معدل لإزالة الغابات في العالم، بعد البرازيل. ولذلك أنشأت حكومة المكسيك «النظام الوطني للمعلومات»، من أجل دراسة أفضل الطرق للمحافظة على الغابات وتطويرها ومواجهة عمليات إزالتها وقدمت بذلك علاجا لأمراض رئة الأرض. ويعتمد العلاج المكسيكي على تعزيز الأنشطة الزراعية في وحدات صغيرة من الأهالي، بحيث لا تقتصر على استغلال موارد الغابات لوحدها، بل تجتهد أيضا في المحافظة عليها بفضل التوعية والحوافز. وتحتضن المكسيك 65 مليون هكتار من الأراضي المغطاة بالأشجار. ومع ذلك، تصدر وزارة البيئة والموارد الطبيعية تراخيص لاستغلال 6.5 مليون هكتار فقط، أي مجرد 10 % من المجموع. وأشار «المجلس المدني للغابات المستدامة»، وهو منظمة غير حكومية، إلى أن «الأولوية تكمن في تفادي زوال الغابات؛ لأنها نظام بيئي متكامل، يتواجد فيه الإنسان لكنه لا ينبغي أن يكتفي بتدميره. فعليه أن يعمل على تحسين هذا النظام؛ لأن غابة تدار بشكل سليم هي غابة قادرة على تحسين ثرائها البيولوجي». وصرح المتحدث باسم المجلس إيفان ثونسغا لوكالة «إنتربريس سيرفس» أن ثمة 2300 مجتمع وجماعة سكانية محلية، تأوي غابات في أراضيها، أنشأت 600 منها هيئات متخصصة في إدارتها بأسلوب الاستدامة. وبدوره، أوضح المدير الإقليمي لمنظمة «تحالف الغابات المطيرة» فرانسيسكو تشابيلا، أن المطلوب هو تعزيز الوحدات الصغيرة؛ لأن الأهالي سيعمدون إلى المحافظة على الغابات طالما اعتمدوا عليها وتلقوا الحوافز الواجبة لصونها. وتكرس المنظمة أنشطتها لتعزيز الزراعة المستدامة في مثل هذه الوحدات، منذ عام 1986. ومن جانب آخر، أوضحت المديرة الفنية لمنظمة «منتجي الغابات بمنطقة مايا، فيكتوريا سانتوس أنه «يجب أن نتيح للأهالي إمكانية تنمية الموارد، وليس فقط استخدامها». وكانت سانتوس شاهدة عيان على تأثير الأعاصير والعواصف التي اجتاحت بلدة فيليبي كاريو بويرتو، على بعد 1600 كم من مدينة المكسيك في أغسطس 2007، التي أجبرت منظمتها على وقف الأنشطة الغابية. ونشأت منظمة «منتجي الغابات» في 1986 وتضم ثلاثة آلاف عائلة مستفيدة في مساحة 287 ألف هكتار من الغابات والأدغال .