انتقد الدكتور محمد الدويش، المشرف العام على موقع «المربي» منهج بعض الآباء الذين يبالغون في لوم أبنائهم وتقريعهم على الأخطاء والتشدد في معاقبتهم، موضحا أن الاعتدال في تربية الأولاد هو المنهج الأمثل «فربما يكون اللوم والعقاب جزءا من التربية السليمة ضمن إطارهما الطبيعي، لكن اتساع مساحة اللوم على حساب التشجيع قد يسيء إلى تربية النشء، وهو ما ألاحظه غالبا على أسلوب بعض الآباء». ودعا الدويش أولياء الأمور إلى تأمل هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مدحه الناس من حوله تشجيعا لهم «إذ اعتاد النبي الكريم على ذكر مناقب الصحابة والثناء على أفعالهم الحسنة، فالنفس البشرية تحتاج إلى التشجيع على فعل الخير، وتتطلب الشعور بالتميز مثلما هي بحاجة إلى النقد والتسديد». وأشار الدويش إلى أهمية أن يراعي المربون الجانب النفسي لدى أبنائهم، والثناء وسيلة لزرع الثقة في نفوسهم، وأسلوب غير مباشر لإثارة تطلع الآخرين وحماستهم للتأسي بالمثنى عليه والاقتداء به، وإبرازه مثلا حيا أمامهم «وهذا هو السبيل إلى تخليصهم من الإحباط وهواجس الفشل». ولا ينفي الدويش أن المبالغة في مديح الأبناء والاستزادة منه قد يفقده قيمته، إذ لا بد من الاعتدال، كما أن توجيهه إلى من لا يستحقه أمر مذموم، وينبغي تجنب الثناء على من يخشى عليه من الغرور والعجب، كما فعل نبينا الكريم حين قال لعائشة رضي الله عنها «لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل».