تعيش سوق الكاسيت المحلية أسوأ مراحلها وذلك بسبب عزوف جماعي من نجوم الأغنية المحلية عن طرح الألبومات التي انتظرها الجمهور ولم يعد يسأل عنها بعد فترة طويلة عاشها من الترقب والحيرة، وأصبح نجوم الأغنية يتعاملون مع الكاسيت باعتباره ملف توثيق للأغاني ولمرحلة فنية عاشوها فحسب ولا ينتظرون منه مردودا ولا عائدا ماديا لأن ما يجنونه عبر الحفلات الخاصة والمهرجانات يفوق تكلفة الألبوم الواحد الذي يستطيع الجمهور الحصول عليه بطريقة «الداون لود» من المواقع الغنائية المنتشرة عبر الشبكة ومازال الجمهور يعيش على أمل خاصة أنه منذ أشهر، وهو يتوقع أن تشهد ليلة رأس السنة أو بدايات العام الجديد إفراجا جماعيا من بعض الفنانين عن الألبومات التي يسمع أنها تعيش مراحل تحضيرها النهائية منذ فترة طويلة، ولعل أبرز هؤلاء الفنانين خالد عبدالرحمن الذي طرح ألبوم خالديات في مارس العام الماضي وكان جمهوره ينتظر الألبوم الموسيقي بعد ثلاثة أشهر من نزول الأول إلى الأسواق إلا أنه يقترب من العام دون أن تكون هناك أنباء محددة من الشركة المنتجة أو الفنان وربما ستطول فترة الانتظار خاصة مع انشغال الفنان بعدد من الأمور الخاصة البعيدة عن الوسط الفني، وما ينطبق على «مخاوي الليل» ونفس الأسئلة الحائرة في أذهان جمهوره تنطبق على الفنان عبدالمجيد عبدالله الذي يتعطش جمهوره بصورة كبيرة للألبوم القادم ل«عصفور الفن» الذي يبدو أنه ركب موجة «السنقل» الأغاني المنفردة، إضافة إلى كونه رقما صعبا في الحفلات الخاصة فقلت الدوافع لديه لطرح الألبوم دون أن يلبي نداءات الجمهور الذي لا يزال يعيش مع ذكريات ألبومه «مليون خاطر» الذي طرحه منذ ثلاثة أعوام ولا يزال في انتظار الجديد، ويطالب الفنان بالتوقف عن «السنقل» التي تجاوزت ست أغان حققت نجاحا كبيرا، والبعض الآخر خشي أن يكون الفنان سيستمر على نهجه الجديد ويكتفي بالأغاني المشتركة التي يطلقها من فترة إلى أخرى، وما دفعنا لوصف الحالة بأنها عزوف جماعي هو ثقل الأسماء التي يأتي في مقدمتها الفنان رابح صقر والفنان راشد الماجد، حيث يعيش جمهور الأول حالة احتقان كبيرة ويطالب الفنان بالتفرغ للألبوم وأخذ إجازة عن الحفلات الخاصة التي يزدحم بها جدوله من أجل إتمام العمل الذي وعدهم في أكثر من إطلالة إعلامية بأنه سيكون مختلفا ومتطورا من ناحية الموسيقى والتوزيع لاسيما أن الصقر يعتبر أحد المطورين في الأغنية السعودية، ورغم الشائعات التي تحيط بالتعاونات وبالأسماء المشاركة في الألبوم ولكن الخبر اليقين لا يزال لدى الفنان نفسه، وإن كانت بعض المصادر تؤكد أن الإجازة الصيفية المقبلة ستشهد صدوره في الأسواق، وأكدت مصادرنا أنه سيحتوي للمرة الأولى على أغنيتين من توزيع فرنسي ومن ألحان رابح نفسه، إضافة إلى تعاون جديد مع الملحن الكويتي فيصل الراشد، كما يتعاون الصقر مع مجموعة من الشعراء والملحنين الذين اعتاد جمهوره رؤيتهم في كل ألبوم للصقر يتقدمهم الأمير الشاعر فيصل بن خالد، منصور الشادي، عبدالله بو دلة، سهم وياسر أبو علي، أما بالنسبة للفنان راشد الماجد «سندباد الأغنية السعودية» والرقم الصعب في الفترة الحالية فلم يدخل أستوديو التحضير للألبوم إلا في أواخر أكتوبر الماضي بعد انشغاله في الفترة الماضية بعدد من المشاريع الفنية كان على رأسها جلسات وناسة التي استطاع من خلالها جمع نجوم الأغنية في الوطن العربي وحققت نجاحا كبيرا، مصادر «شمس» تؤكد أن الألبوم لن يكون جاهزا قبل يوليو المقبل. هذه الفترات الطويلة التي تحتمل التأجيل أكثر من مرة من الفنانين تجعل مجموعة من نجوم الصف الثاني يعملون على استغلالها لملء الفراغ الموجود في الساحة والذي عادة ما تستغله شركات الإنتاج في الترويج لبعض فناني الأغنية العربية وبعض الفنانين المحليين الذين لا يحظون بالنجومية الكبيرة في الأوساط المحلية، وهذه الظاهرة لم تكن موجودة في الأعوام الماضية إلى أن ساهمت فيها عوامل كبيرة من أهمها انخفاض المردود المادي ووجود الشاعر المنتج في الأغنية .