سرت شائعات أن ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وسعود كريري وتيسير الجاسم وعبده عطيف وحمد المنتشري يعتزمون الاعتزال عن المشاركات الدولية والاكتفاء باللعب مع أنديتهم. أميل إلى تصديق هذه الشائعات، فبعض اللاعبين لدينا لا يعرفون إلا الجماهير التي تهتف لهم، وما إن يكون الهتاف ضدهم تتغير أحوالهم، ويفكرون في الاعتزال، والعودة إلى الحضن الدافئ لجماهير أنديتهم، التي يهتف بعضها للاعب على «الفاضي والمليان»، مكتفيا بلون القميص الذي يلبسه اللاعب فقط، فيما جماهير المنتخب من مختلف الأطياف وتنتقد لأنها ليست أسيرة لون واحد. اعتزال لاعبينا مختلف عن فكرة اعتزال اللاعبين في العالم، فالكثير منهم ينتظر المنافسات الدولية الكبيرة من أجل تحقيق خاتمة سعيدة، وما لم يتحقق ذلك المجد يؤجل بعضهم الاعتزال، لأن نهاية حياته المهنية تحتاج إلى تخطيط. مشاركة آسيا كشفت عن جوانب من عقلية بعض لاعبينا، أهمها أن لاعبينا المعتزلين باستثناء المنتشري شاركوا أساسيين ولم يقدموا شيئا، وبدلا من النظر إليها على أنها مشاركة تضافرت لها العديد من عوامل الفشل، قرر معتزمو الاعتزال الخمسة الهروب، ولم يكفهم ذلك بل أرادوا لي ذراع الجماهير والإعلام لمنعهم من النقد من خلال التهديد بالاعتزال، وهذه خطوة غير مسبوقة، وسيفسرها البعض على أنها اعتذار من اللاعبين عن المستوى الرديء الذي قدموه، لكن الاعتذار شامل كما هو معروف، وعليهم الاعتزال عن اللعب في أنديتهم إن كانوا صادقين في اعتزالهم واعتذارهم! عقلية اللاعب والمسؤول في المنتخب عقلية أحادية لا تقبل النقد، ولا تقبل الاعتراف بالتقصير، ولهذا يتحول النظر عن الموضوع الأساسي وهو التقصير إلى أن فلانا قرر الاعتزال، وأن المحاولات مستميتة لثنيه عن قراره، وهو ما يؤكد أن الوضع مستمر، بمعنى آخر أن اللاعبين المعتزلين سيعودون إلى اللعب مجددا في المنتخب، وأن القرار محسوم سلفا، أي أن المدرب المقبل سيختارهم بطبيعة الحال! لكن المتبقي حاليا نهاية مسرحية الاعتزال لاستغلال حب الجماهير ومناشدتهم للمعتزلين بالعودة إلى المنتخب.