اتهم المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، المعلم في الدول العربية بالفشل، إذ بإمكانه التعامل مع خمسة طلاب فقط في الفصل الدراسي، كما أوضح عميد المعهد الوطني لإعداد المعلمين بسنغافورا البروفيسور تان سينج خلال مشاركته بورقة عمل في جلسات المؤتمر التي عقدت في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض أمس بعنوان «جودة التعليم في آسيا.. تأهيل المعلمين في القرن 21»، أن القاعدة التي ينتهجونها للتأكد من جودة التعليم في سنغافورا، هي العناية بالأمور الأساسية الجوهرية المتعلقة بالتعليم. وردا على سؤال محمد الدعجاني حول مقاييس اختيار المعلمين والحوافز المقدمة لهم في سنغافورا، أوضح سينج أن اختيار المعلم يتم بشكل جاد ومعرفة خلفيات إمكانياته بدقة قبل تعيينه، مؤكدا وجود خطة للحوافز «إذا واصل المعلم عمله لمدة خمسة أعوام دون انقطاع يحصل في نهاية الفترة على مبلغ محدد من المال، ويخول له الحصول على إجازات سنوية لتطوير نفسه وإجراء أبحاث خلال ذلك العام». إلى ذلك، أكد رئيس المعهد الكوري لتطوير المعلمين الدكتور تا وان كيم، أنه ليس من السهل التوفيق بين محاولة إرضاء المعلمين في تقييم الأداء وإرضاء الطلاب وأولياء أمورهم، مبينا أن المسألة قيد الدراسة في كوريا. وذكر في المحاضرة التي ألقاها بعنوان «إدارة الجودة الشاملة في التعليم في المرحلة الثانوية في كوريا»، أن تقييم المعلمين يبدأ بعد تقييم مستوى الطلاب، إلا أن الأمر يحتاج إلى دراسة طويلة ومتبادلة للوصول إلى نتائج دقيقة حول الموضوع. وعرض كيم الكثير من التجارب التي حققت نتائج جيدة في التعليم الكوري، حيث أشار إلى أهمية التعليم عند الكوريين، وكيف أنه أخرج بلده من رماد الحرب إلى بر التفكير والإبداع والصناعة «التعليم في كوريا يحظى برعاية خاصة حتى صارت مهنة التدريس من أشد المهن جاذبية»، مفيدا أن مهنة التدريس لا يتجه إليها من الخريجين إلا 10 %، مبررا ذلك بشدة وحزم معايير الاختيار. وعن أهمية التقويم المتتابع في التعليم في كوريا أكد أن مناهج التعليم العام خضعت للتقويم خمس مرات منذ عام 1994م حتى 2010م، وذلك وفقا للمتغيرات ومتطلبات الحياة الاجتماعية. أما السياسات التعليمية التي يسعى الكوريون إلى تحقيقها من خلال التعليم، فيرى كيم أن الاهتمام بالقدرات البشرية يأتي على رأس تلك السياسات. وعن الإبداع في إدارة نظام الجودة في التعليم بالمرحلة الثانوية في أمريكا، عرض الدكتور جميس هارينجتون الرئيس التنفيذي لمعهد هارينجتون ورقة عمل ألقاها نيابة عنه الدكتور منصور العصيمي، أكد فيها أن بلاده عملت على تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات تعمل بالجودة، وذلك بالاستعانة بالشركات والقطاع الخاص.