تحت شعار «بعون الله سنحميها» انتشرت أمس الفرق الميدانية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في نحو ستة ملايين ونصف مليون نخلة، بقيمة 120 مليون ريال، وستكتمل خطط وأعمال اللجنة في غرة صفر عام 1434ه. ويبلغ أعضاء الفرق الميدانية في الحملة 1500 فني ومتخصص سعودي، ينطلقون من إحدى المزارع بالدرعية إلى مزارع المملكة المصابة بسوسة النخيل أو المتوقع إصابتها للحيلولة دون ذلك، فيما تتركز الحملة في المناطق الأكثر كثافة في شجر النخيل، ما يعني أنها ستكون في الأحساء بواقع ثلاثة ملايين نخلة. وحول آلية عمل الحملة قال مدير إدارة الوقائية بوزارة الزراعة المهندس فهد آل ساقان «سنراعي النخيل بحسب نسبة الإصابة، بآلية معينة ونبدأ من جنوب المناطق المصابة اتجاها إلى الشمال»، وعزا تلك الطريقة إلى أن الحملة تتحرك بعكس حركة الرياح، وبالتالي تداهم سوسة النخيل التي تتبع حركة الرياح، ما يسهل انتقالها من نخلة لأخرى، لأنها تمتلك مقدرة على الطيران، مبينا أن هذه الطريقة عملية واختبرت ملاءمتها للظروف المناخية واتجاه الرياح حتى تكون الحملة أيضا في نسق السوسة وطور نموها وليس العكس. وأشار إلى أن الحملة الحالية مغايرة لحملات الوزارة السابقة، حيث أدخلت التقنية الجديدة الخاصة بطرق المكافحة والعلاج، وقال آل ساقان «إن التقنية الحديثة ستساعدنا على القضاء على السوسة بنسبة عالية تصل إلى 80 %، والتقنية عبارة عن جهاز حقن تحت ضغط منخفض، يتكون من مضخة وبطارية تعمل ثلاثة أيام متواصلة». وفي الإطار ذاته كشفت تقارير زراعية أنه في عام 2010 بلغ عدد النخيل المصابة التي ظهرت عليها بشكل واضح وجلي أعراض سوسة النخيل الحمراء 60 ألف نخلة، وأبانت التقارير أن عدد ما أزيل منها 30 ألف نخلة، تخلصنا منها بواسطة الفرم أو المعالجة في الموقع، وأظهر التقرير أعداد النخيل في مواقع الإصابة بنحو سبعة ملايين نخلة، ونسبة الإصابة 1 %، كما أظهر أن المناطق والمحافظات التي تتركز فيها السوسة الحمراء هي الأحساء، والقطيف، والخرج، ووادي الدواسر، والدرعية، وتبوك، ونجران، ومكة، والقصيم. وأشار آل ساقان إلى أن سوسة النخيل تفضل ما يفضله البشر في المعتاد، فتحرص على غزو النخيل ذات الجودة المرتفعة كالسكري والخلاص والبرحي ونبوت سيف وغيرها من الأصناف ذات الجودة والمحببة والمطلوبة لدى الإنسان والحشرة، وتضع ما يتجاوز 500 بيضة داخل الجذع، ثم تختفي هي والبيوض لتتكاثر مع أجيالها وأطوارها. يشار إلى أن الاكتشاف الأول للسوسة كان في المنطقة الشرقية، فيما كان الاكتشاف الثاني في منطقة تبوك، والمسافة بين المنطقتين شاسعة، وهو ما يؤكد أن النقل من أخطر وسائل انتشار السوسة، فيما لا تكون أعراض الإصابة بسوسة النخيل في الغالب ظاهرة إلا بعد أن تستشري المشكلة في النخلة، ووصلت سوسة النخيل إلى المملكة عام 1407ه، قادمة من الهند إلى أحد المشاتل في المنطقة الشرقية .