حذرت الأممالمتحدة من تجاهل الوضع البيئي في القارة الإفريقية في إطار تداعيات التغير المناخي لا سيما على صعيد قلة الموارد المائية، وتراجع نسبة المحاصيل الزراعية، بشكل يهدد أمن وسلامة الملايين من سكان المنطقة. وتعاني القارة السمراء تداعيات العديد من الكوارث البيئية التي تتمثل بالجفاف وزيادة التصحر، واتساع نطاق الأمراض وارتفاع منسوب مياه البحار والحرارة. ويتوقع التقرير أن يواجه 250 مليون نسمة في أكثر دول العالم فقرا ونقصا حادا في الموارد المائية إلى جانب تراجع مساحة الأراضي الزراعية التي تعتمد على الأمطار بنسبة النصف تقريبا. أجمع خبراء المناخ علي أن إفريقيا ستكون من بين المناطق الأكثر تضررا في العالم من حيث ارتفاع درجات الحرارة. فإذا احتر العالم بمعدل درجتين مئويتين، فسترتفع الحرارة في دول جنوب إفريقيا بنحو 1,5 درجة إضافية، لتبلغ زيادتها 3,5 درجة في المتوسط. وهذا يمكن أن يحدث قريبا، بل بحلول عام 2035. وحذر مركز هادلي للتنبؤات والبحوث المناخية في بريطانيا من أن درجات الحرارة في العالم يمكن أن ترتفع حتي أربع درجات مئوية عام 2060 إذا لم يتم تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة. من جانبها، نبهت الجمعية الملكية البريطانية في تقرير خاص ستنشره في فبراير المقبل، إلى أن توقعات ارتفاع درجات الحرارة بمعدل أربع درجات مئوية أو أكثر، تمثل تنبؤات قاتمة بالنسبة للزراعة والأمن الغذائي في إفريقيا جنوب الصحراء، حسب ستيفن ليهي من وكالة إنتربريس سيرفس. وأكد فيليب ثورنتون، من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في نيروبي والمشارك في إعداد هذا التقرير المعنون «أربع درجات أو أكثر»، أن «عالما ترتفع درجة حرارته بمعدل أربع درجات مئوية، سيكون عالما مروعا، ويجب تجنبه بأي ثمن». وقال إن هذا «التقرير الخاص هو دعوة إلى العمل حتى نتمكن من تجنب مثل هذا المستقبل». وأضاف أنه حتى لو انبثقت معاهدة مناخية جديدة من قمة اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغيير المناخي في كانكون، فإن ارتفاع درجة حرارة العالم بمعدل درجتين مئويتين سيكون أمرا لا مفر منه. وذكر أن لا أحد يتوقع أن يتم التوصل إلى معاهدة مناخية واقعية وشاملة قبل مرور عدة أعوام، وهذا يعني أن تتوقع جنوب إفريقيا سخونة بمعدل 3,5 درجة مئوية، وأن تصبح أكثر جفافا في المستقبل. وحذر أن «الزراعة ستواجه صعوبات جمة في هذه المنطقة». وبدوره كشف لانس جرييلنج، العضو في برلمان جنوب إفريقيا، أن أي زيادة في درجة الحرارة مهما كان حجمها، «ستكون مدمرة لجنوب إفريقيا وزيمبابوي وبوتسوانا وغيرها من البلدان المجاورة». وأضاف خلال اجتماع منتدى جلوب الدولي بشأن التغير المناخي، أن ارتفاع درجات الحرارة لا ينبغي أن يتجاوز 1,5 درجة مئوية على الصعيد العالمي. وأفاد بأن الماء أصبح يشكل قيدا هائلا على الزراعة والاقتصاد في جنوب إفريقيا، حيث تم استغلال 98 % من موارد المياه العذبة. والأهم من ذلك، أنه غالبا ما تهطل الأمطار بتواتر أقل وقد تتكرر موجات الجفاف بفترات أطول؛ ما يجعل الزراعة ممارسة صعبة للغاية مع ارتفاع درجات الحرارة .