سمعنا في الفترة الأخيرة عن حادث قتل خادمة وتعذيبها في مدينة أبها عقب حادثة تعذيب أخرى وقعت في المدينةالمنورة، وذلك خلال أسبوعين فقط؛ لتثور على أثر ذلك ثائرة الحكومة الإندونيسية ومنظمات حقوق الإنسان والشعب الإندونيسي ابتداء برفع لوائح الاعتراض والاستنكار، وانتهاء بقرار إيقاف إرسال العمالة إلى السعودية. ذلك جزء من سلسلة قضايا تجاوزات وانتهاكات بحق عدد من الخادمات في السعودية، منها ما يصل إلى الصحافة، والكثير يبقى خلف أسوار المنازل ومجالس السيدات؛ لتشكل قصص الخادمات جزءا لا يتجزأ من سهرات نسائية، يحلو لبعض النساء فيها أن تتحدث عن مغامراتها مع خادمتها، وعن أحدث الوسائل لقمعها، فهناك من تفاخر بمنع مخدومتها من الخروج من المنزل ومخالطة غيرها من نفس بلدها، وأخرى تحسب عليها عدد أرغفة الخبز، كأنها تعاقب لذنب قد ترتكبه في يوم ما. ما يزعجني في الحقيقة أن هذه الجلسات تصدر بعض أقوالها التفاخرية من سيدات متعلمات وموظفات تجاوز بعضهن المرحلة الجامعية! والتناقض أن الكثير من السيدات يفتشن أمتعة الخادمة وجسدها في تخوين واضح لها، في حين تقوم بتسليمها رعاية زوجها وأبنائها ومطبخها! وفي جلسات التفاخر النسائية نادرا ما تنبري أي من الحاضرات للدفاع عن الخادمات؛ حتى لا تتحول إلى كبش فداء، أو مثار تندر للحاضرات أو من «اللي ما عندهم شخصية»، لذلك تضطر الأصوات العاقلة في جلسة كهذه إلى الصمت أو التأييد!. نقطتان أول السطر: ما يحدث من قبل البعض يرفضه ديننا وقيمنا، فهو نوع من الأشغال الشاقة القسرية تلزم فيها الخادمة «الإنسانة» بالعمل قسرا في الأعمال المنزلية الشاقة، وقد تتخيل بعض نسائنا أنها تملك الخادمة فيما يشبه الرق، وهذا ما لا يقبله عقلاؤنا ولا يرضون به، ونحتاج منهم وقفة صارمة؛ حفاظا علينا وعلى قيمنا أولا، وعلى من في أيدينا ثانيا. عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط» .