وقف عشرات الآلاف من السعوديين، أمس، على أول حالة كسوف جزئي للشمس في بداية العام الجديد، استمر قرابة ساعتين و46 دقيقة، وشوهد في جميع المناطق ابتداء من 10.13 صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا. وتزاحم في الرياض أكثر من ألف طالب على المراصد الخاصة في واحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرصد الظاهرة، وأوضح مدير مرصد بريدة وعضو جمعية الفلكيين الدكتور خالد الزعاق الذي ألقى محاضرة عن هذا الموضوع أن الزحام على مشاهدة الكسوف من قبل طلاب التعليم العام يأتي من باب المتعة «تعتبر الحادثة الأولى لحوادث الكسوف والخسوف الذي يشاهد على وجه الأرض خلال العام الجاري؛ إذ إن الكرة الأرضية تشاهد خمس حوادث «كسوف وخسوف»، ولن تشاهد المملكة، إلا حادثتين فقط، حادثة لكسوف الشمس وأخرى لخسوف القمر». وأضاف الزعاق أن «حوادث الخسوف والكسوف تعتبر من أبدع وأروع الظواهر المشاهدة على وجة الأرض؛ لأنها تدل على عظمة الخالق وإبداعه وإبداع المخلوق الذي أبدع في صيغ القوانين الرياضية والحسابات الفلكية التي تتابع حركة الأجرام السماوية بكل دقة متناهية وحادثة الخسوف والكسوف ينتظرها جميع الفلكيين بشغف حتى تكون الفرصة مواتية لاكتشاف مذنبات وأجرام سماوية لا تشاهد بوجود شعاع الشمس». وتابع «في 2028 سيحدث كسوف كلي على المملكة والفلكيون العالميون ينتظرون هذه الحادثة بشغف كبير». مشيرا إلى أن الكسوف الذي سيحدث بعد 17 عاما سيكون بشكل كامل ويمتد إلى سبع دقائق وستتحول أجواء المملكة من رابعة النهار إلى دماسة الليل وستخرج النجوم». وفي موضوع ذي صلة، انتقد الدكتور خالد الزعاق عدم تولية وزارة التربية والتعليم استغلال الحوادث الكونية خاصة الخسوف والكسوف أهمية، مضيفا أنها تحقق القواعد الرياضية والحسابات الفلكية التي يتعاطها الطلاب داخل المدرسة، مشيرا إلى أنها فرصة عملية مواتية «لم نشاهد تفاعلا ملموسا منها، والواجب أنها تحمل لواء استغلال هذه الحوادث الطبيعية في مختلف إداراتها في جميع مناطق المملكة، فحوادث الكسوف نادرة لا تصل أعدادها خلال العام إلى ثلاث حوادث إذا كانت عظيمة والحوادث لها استغلال من ناحية المناخ ومن ناحية الرياضيات والجغرافيا والفلك فكل هذه العلوم تشترك في حسابات الخسوف والكسوف». وأوضح الزعاق أنه تقدم بطلب للوزارة وبعض إدارات التربية والتعليم إلا أن طلبه لم يجد القبول والتفاعل المأمول من قبلهم. وفي المنطقة الشرقية، شهد التلسكوب الفلكي بمركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية «سايتك» حضور أكثر من 200 شخص من سكان المنطقة الشرقية بينهم 80 من منسوبي المركز و 120 شابا من الجنسين، إضافة إلى مجموعة من الطلاب الذين حضروا برفقة ذويهم لرصد الظاهرة الفلكية، وقدم منسوبو المركز شرحا علميا مبسطا عن الكسوف، بعد ذلك تناوب الزوار على رؤية الكسوف عبر التلسكوب الفلكي والنظارات الخاصة. وذكر الفلكيون، أمس، أن الحد الأعلى للجزء المكسوف في شمال المملكة وصل إلى نحو 44.5 % «مقدار الكسوف 55.5%» وقل كلما اتجهنا جنوبا ليصل إلى نحو 10 %. وفي جدة أسهم انشغال الناس بالمطر في عدم متابعة كسوف الشمس، ووفقا لعدد من الشباب التقتهم «شمس» في عدة مواقع من المدينة نفوا علمهم بالظاهرة، مؤكدين أن وجود الغيوم بشكل واضح منذ مطلع صبيحة، أمس، لم يمكنهم من مشاهدة الكسوف، وبرر عدد من المواطنين عدم متابعة الكسوف رغم علمهم، يوم أمس، عنه من وسائل الإعلام المرئية التي نقل بعضها الكسوف مباشرة إلى التحذيرات الطبية التي أكدها مختصون وأطباء مطلع الأسبوع الجاري، وركزت على آثار جانبية مستقبلية جراء مطالعة قرص الشمس أثناء الكسوف وعدم اتباع برنامج وقائي بارتداء نظارات مخصصة لهذا الغرض لمتابعة هذه الحالة الكونية. وفي الجبيل، رصد ما يزيد على 20 طالبا من طلاب نادي الفلك بمدرسة أم القرى المتوسطة بالهيئة الملكية بالجبيل ظاهرة كسوف الشمس في سماء مدينة الجبيل من الساعة الذي ابتدأ فيها الكسوف الساعة 10.47 صباحا إلى أن انتهى في الساعة 1.30 ظهرا. وفي تبوك، أجل قسم النشاط الرياضي بالإدارة العامة للتربية والتعليم سباق اختراق الضاحية الذي كان مقررا له، صباح أمس، وذلك بسبب الكسوف، حيث كان يستعد أكثر من 300 طالب للانطلاق، وكان الزمن الفارق بين تأجيل انطلاق السباق وتوجيهات المدير العام للتربية والتعليم الدكتور محمد اللحيدان لمدة عشر دقائق فقط، وبين الدكتور اللحيدان أن هذا التأجيل يأتي حرصا على سلامة الطلاب من الأضرار المتوقعة جراء المناظرة لأشعة الشمس، حيث تم تأجيل السباق إلى يوم الأحد القادم، حيث يأتي هذا السباق بالتعاون مع جامعة فهد بن سلطان بمشاركة جميع المدارس الثانوية والمتوسطة وأكثر من 500 كشاف من إدارة التربية والتعليم بالمنطقة.