تأتي رعاية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله – أمير منطقة الرياض لملتقى خير أمة الثالث لعام 1432ه، الذي سيكون بعنوان «الشراكة في تعزيز القيم» تأكيدا لاهتمام هذه الدولة حفظها الله ورعاها - بتطوير برامجها وآلياتها الثقافية والفكرية والدعوية الهادفة إلى الشراكة المجتمعية مع كافة شرائح المجتمع، التي تعزز القيم والمثل والفضائل، وتبرز حلقات متصلة من الشراكة المجتمعية الواعية النافعة. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة بها صلاح حال المجتمع وتماسكه وتقوية أواصر البر والإحسان والأخلاق الإسلامية، والبعد عن الرذائل وسفاسف الأمور وكل ما يعيب مسيرة المسلم. والملاحظ أن الخطاب الدعوي في المملكة العربية السعودية والحمد لله خطاب يتسم بمخاطبة عصره وزمانه، ويليق بتطور الإنسان ووعيه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث يجتمع عقل راشد وخطاب حكيم ينبض بدعاة إلى الإصلاح بعمل الخير والبعد عن الشر. والأمة الإسلامية أمة دعوة وإصلاح على أساس ديني يؤثر الآخرة على الدنيا وهي ميزة لا توجد في غيرها من الأمم. والواقع أن هناك قيما كبيرة لا يتسع المجال لذكرها؛ فعلى سبيل المثال التوجيه الكريم في القرآن الكريم عند الجدل والنقاش: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم المهتدين». «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون». وكذلك الإخلاص لله وترك التعصب الممقوت والقدرة على التواصل مع الآخرين بالسماحة ولين الجانب في ظل ثوابتنا الإسلامية العالية. وأختتم بقول أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير.. مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر.. مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه». وأن تكون كلمة المسلمين هي العليا. «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون». * مساعد وزير الثقافة والإعلام