«فتش عن المرأة».. مقولة رائجة في العلاقات الاجتماعية، للدلالة على أن المرأة تقف وراء كثير من المشكلات في المجتمع، ولكن هذه المقولة أصبحت ومنذ أعوام تنطبق أيضا على العلاقات السياسية، والمشهد الدولي زاخر بالعديد من النماذج التي تؤيد ذلك، فكم من زوجة سياسي بارز، رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو وزير، استخدمها هو لتحقيق بعض المكاسب، أو جلبت هي له العديد من المشكلات، إما لقيامها بدور سياسي رسمي أو من خلف الكواليس، أو لضلوعها في قضايا فساد وتربح، واستغلالها موقعها بوصفها سيدة أولى في سبيل ذلك. وفي أحدث تطبيق لذلك، تعتزم جريس موجابي «46 عاما» زوجة رئيس زيمبابوي روبرت موجابي مقاضاة صحيفة «ستاندرد» الأسبوعية، ومطالبتها بتعويض قيمته 15 مليون دولار لنشرها وثيقة كشف عنها موقع ويكليكيس الإلكتروني، جاء فيها أنها حققت أرباحا ضخمة من صفقات الماس غير القانونية. ونشرت صحيفة ستاندرد وثيقة كتبها السفير الأمريكي السابق في هراري جيمس ماكجي، تفيد أن مسؤولين بارزين من ضمن المقربين من موجابي، وبينهم جريس، يحققون أرباحا شخصية تقدر بملايين الدولارات عن طريق تعيين فرق من الحفارين لاستخراج الماس من حقول الماس في شيادزيا بشرق زيمبابوي، وقد أكدت منظمات حقوقية دولية أكثر من مرة الاتهامات التي تفيد بأن النخبة التابعة لموجابي استفادت من الإدارة الفاسدة لحقول شيادزيا. وقادت زوجة رئيس تايوان السابق «وو شو شين» زوجها «شين شوي بيان»، إلى غياهب السجن في ديسمبر الحالي- بعد أن نعم رئيسا للجمهورية وهي السيدة الأولى- لمدة ثمانية أعوام، حيث حكم عليهما معا بالسجن مدى الحياة، في أربعة قضايا بارتكاب أعمال فساد وغسيل أموال، وتم تخفيف الحكم إلي السجن لمدة 19 عاما. ومن زيمبابوي إلى فرنسا، ورد في كتاب يروي سيرة زوجة الرئيس الفرنسي كارلا بروني، صدر حديثا في باريس، أن وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي تآمرت مع شقيقة زوجة الرئيس السابق سيليسيا ساركوزي لإخراج بروني من قصر الإليزيه، ويقول الكتاب إن بروني استطاعت الحصول على ملفات من الشرطة وجهاز الاستخبارات في مارس الماضي، وتعددت الاتصالات الهاتفية التي تثبت المؤامرة، ويورد الكتاب الذي عنوانه «كارلا والطموح»، أن التقارير الاستخباراتية التي حصلت عليها بروني، تفيد أن رشيدة داتي كانت ضمن بضعة أشخاص يحاولون إعادة سيسيليا زوجة ساركوزي إليه، وكانت داتي من مساعدي ساركوزي المقربين، إلا أنها فقدت حظوتها بعد أن تزوج من كارلا، ومن المتوقع أن يواجه ساركوزي وكارلا متاعب، في حال تأكد أنهما استخدما الملفات الاستخباراتية لتعقب خصومهما في قضايا خاصة. وكشفت برقية للخارجية الأمريكية، سربها موقع ويكليكس أخيرا، ونشرت وكالة أنباء فلسطينية مضمونها، عن أن السلطات في بلد عربي صادرت نحو 2.5 مليون يورو من من زوجة زعيم عربي راحل وطردتها من البلاد بعد تجريدها من الجنسية عام 2007 عقب خلافها مع زوجة الرئيس، وبعد شهرين من ذلك تحادثت مع السفير الأمريكي وأبلغته أن القصة كانت عبارة عن انتقام شخصي من زوجة الرئيس، وأن السيدتين أقامتا مدرسة خاصة لأبناء الأغنياء، واندلع بينهما خلاف جراء ذلك، حيث لم تتردد في اتهام السيدة الأولى بالفساد التي أمرت بإغلاق المدرسة، وعملت على سحب جنسيتها. وكانت تونس قد شهدت في ثمانينات القرن الماضي أيضا، صعود نفوذ الماجدة وسيلة بنت عمار، زوجة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، والتي تسببت في مشكلات عدة لتدخلها العلني في شؤون الحكم، ومن ذلك دخولها في صراع مع أبرز شخصية سياسية في تونس آنذاك، الوزير الأول محمد مزالي، والذي انتهى بعزل مزالي ونفيه خارج تونس إثر تدبير مكائد عديدة ضده، ثم جاء عزل الماجدة وسيلة نفسها، وصدر بيان عن رئاسة الجمهورية أن المحكمة الابتدائية قضت بتطليق الرئيس التونسي بورقيبة لزوجته وسيلة، بعد زواج دام 24 عاما، تحولت فيه وسيلة إلى ما يشبه الأسطورة في تونس. وشهيرة هي إيميلدا ماركوس، زوجة رئيس الفلبين السابق فرديناند ماركوس، اللذان تنحيا عن الحكم بصورة سلمية تلبية لإرادة الشعب، وفرا إلى هاواي حيث توفي فرديناند ماركوس عام 1989، وعادت إيميلدا ماركوس، التي اشتهرت بعدد الأحذية الهائل لديها، إلى الفلبين حيث خاضت انتخابات الرئاسة عام 1992 لكنها لم تنجح، ولا تزال تتمتع بحريتها حيث تستأنف أحكاما سابقة بالفساد، ولكن الحكومة صادرت منها مجوهرات بلغت قيمتها 310 ملايين دولار! .