عاش مغني الراب الأمريكي السابق مطاع بيلي حياة قاسية بعد مقتل أبويه وهو طفل صغير. ويعود مولد بيلي إلى تاريخ 11 أكتوبر 1977 في نيوجيرسي بولاية نيويورك ومارس الغناء خلال الفترة الممتدة بين عامي 1994 و2005. واسمه الحقيقي موتا واسين شاباز بيلي MUTAH WASSIN SHABAZZ BEALE واسمه الحركي الذي اشتهر به هو نابليون NAPOLEON. أما الاسم الذي أطلقه عليه والداه اللذان كانا يعتنقان الإسلام فهو مطاع. وكانت بدايته مع فرقة محلية تسمى دراماسيدال، ثم ظهر في أغنية مع أسطورة الراب المشهور توباك شاكور 2PAC SHAKUR عام 1995 تحت عنوان «إنني ضد العالم ME AGAINST THE WORLD ». وقبل نهاية ذلك العام قام توباك بتكوين فرقته المعروفة باسم الخارجون على القانون THE OUTLAWS، وانضم إليها بيلي وكل أفراد فرقته الصغيرة، وأصبح اسمه الحركي هو نابليون. وبعد اغتيال توباك في سبتمبر 1996 عن 25 عاما، عاد بيلي إلى نيوجيرسي وانتقلت الفرقة إلى لوس أنجليس. وخلال مشواره الفني مع توباك، باع بيلي أكثر من 60 مليون ألبوم غنائي وكان يتقاضى مبالغ مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات. ورغم الوضع المريح وأضواء الشهرة التي كانت تطارده، اهتدى فجأة إلى عظمة الدين الإسلامي وأشهر إسلامه عام 2001، وابتعد عن الغناء بشتى أنواعه وأصبح همه الوحيد يتركز على تحسين صورة الإسلام لدى الغرب. وأشار إلى أن أعضاء فرقته، وعددهم ثلاثة أشخاص، أسلموا على يديه إلى جانب مغن آخر. وقرر في نهاية الأمر أن ينضم إلى مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي الشفا بالعاصمة السعودية الرياض بعد تأمين إقامة نظامية له، وأن يكرس حياته الآن لدعم الشباب وتطوير حياتهم وحمايتهم من الجريمة. حقيقة الملابس وأوضح في فيلم وثائقي تحت عنوان «حياة أمريكي خارج على القانون» يتولى إنتاجه الآن الممثل الكوميدي «مايك إيبس» أن من أهدافه مخاطبة الشباب والتحدث عن غناء الراب أو الهيب هوب، وشرح صورته وكل ما يتعلق به خاصة ما يسببه من عراك واندفاع دون النظر إلى العواقب، مشيرا إلى أن سبب إسلامه أنه كان يكتب الأغاني ويفهم المكتوب في القرآن الكريم، وحاول أن يأتي بمثله ولم يستطع. ومن المفارقات التي اشتهر بها أنه كشف أسرارا عديدة عن أوضاع المواطنين السود في المجتمع الأمريكي والتي لم يسبق أن تناولها أحد غيره. وأوضح أن بعض السود يرتدون فانلات متهدلة ليس بسبب أنهم يريدون ذلك، بل بسبب أنها ممزقة، ويودون إخفاء التمزيق عن الناس، وعندما يمشي الأسود بتلك الخطى غير الثابتة، فإنه ليس بسبب أنها مشية الراب، بل لأنه يكون تحت تأثير المخدرات والكحول. وعندما ينزل الأسود بنطاله إلى الأسفل، ويتسحب من تحت أرجله، فإنه ليس بسبب أنها الموضة، بل لأنه لا يملك قيمة الحزام ليربط سرواله «كنت أتعجب عندما أرى إخواني الشباب في بلاد الإسلام يحاولون تقليدنا في ملابسنا وكلامنا وتصرفاتنا وفي كل شيء، وهم لا يعلمون سر هذه الأشياء وأنها في الأصل كانت مهزلة والآن أصبحت موضة تسمى الهيب هوب». صورة مغايرة وفي ديسمبر الماضي أطلق بيلي برنامجا تليفزيونيا لتصحيح صورة الإسلام في الغرب ومواجهة الحملات التي تشن ضده بأن الإسلام متخلف ويولد الإرهاب ويضطهد النساء «يهاجم الإعلام في أمريكا الإسلام من شتى النواحي، ولهذا قررت اتخاذ الإعلام نفسه منبرا لإعطاء الناس فهما مغايرا عن الدين الحقيقي الذي هو الإسلام المتكامل الداعي للسلام». ويعرض بيلي في البرنامج للمشاهدين مزيجا من حلقات تشرح الإسلام لكبار مشاهير الغناء، وأخرى تعنى بتفسير آيات من القرآن. كما يمنح البرنامج، الذي يمكن مشاهدته أيضا في أوروبا وشمال إفريقيا، فرصة غير مسبوقة للمسلمين هناك للتواصل مع علماء من الشرق الأوسط ومناقشة الأمور الدينية والدنيوية .