مع بدء تباشير فصل الشتاء في عدد من المناطق ارتفعت أسعار الحطب بشكل كبير بعد لجوء معظم الأسر إلى شراء كميات كبيرة منه، حيث إن سعر حملة جيب الشاص من الحطب في الأيام العادية كانت تبلغ 400 ريال لكنها تجاوزت ال 600 وهي كمية لا تكفي لمدة شهر. لكن مع هذا فإن الأسر لا تكترث كثيرا للأمر لأهمية الحطب في جمع أفراد الأسرة حول «مشب النار» الموجود في بيوت الشعر الملحقة بكثير من المنازل في المنطقة، حيث يستمدون منه الدفء طيلة ساعات النهار ويتجاذبون أطراف الحديث حوله ويتناولون المشروبات والوجبات الساخنة. وقالت أم عبدالرحمن إنها تجهز المشب أثناء وجود زوجها في العمل وأولادها في مدارسهم وأحيانا تقوم بإحضار عجينة لتحضر منها خبزة على الجمر لوجبة الغداء: « حول موقد النار يحلو تجاذب أطراف الحديث والسمر وتناول المشروبات الساخنة كالقرفة والسحلب وشاهي الجمر». وأضافت أنهم لا يغادرون المشب إلا وقت النوم لدرجة أن أبناءها يذاكرون واجباتهم المدرسية حوله. أما أم طارق فذكرت أن أطفالها يكونون في غاية السعادة عندما يجتمعون جدا مع باقي أفراد الأسرة حول مشب النار: « يرون والدهم فيه أكثر من أيام الصيف التي يخرج فيها والدهم للسهر مع أصدقائه، لذلك أحرص على أن أجعل من المشب سببا لتوفير كل الحاجات الضرورية من المشروبات الساخنة خصوصا الحساء». إلا أن اختصاصي الباطنية الدكتور عارف زرقية حذر من مغبة تكرار الدخول والخروج من المشب حيث إن الانتقال المفاجئ من الأجواء الدافئة إلى الباردة يسبب مشكلات صحية: « أنصح بشرب الماء البارد ومسح الوجه بقليل منه وتغطية الفم والأنف قبل التعرض للهواء البارد». أما مفلح «بائع الحطب» فلفت إلى أن جمع الحطب وتقطيعه أصبح أمرا مكلفا خصوصا بعض الأنواع الجيدة، وهذا يفسر سر ارتفاع أسعاره: « هناك أنواع رخيصة نقوم بشرائها من أصحاب المزارع بعد تقليم أشجارهم ومنها حطب الزيتون فسعره مقبول ويشتعل بسرعة».