«العمال ليسوا سبب الأزمة، بل مقاولو النظافة. لماذا لا يحاكمونهم؟». ربما تكون هذه هي المطالبة الأولى التي تشير بأصابع الاتهام إلى مقاولي النظافة الذين يشغلون آلاف العمالة برواتب زهيدة لا تتعدى 300 ريال شهريا، وإسكانهم في تجمعات تفتقد أدنى مقومات العيش الكريم. وربما تكمن الغرابة في أن هذه المطالب دوت من عقر دار التجار، إذ انطلقت من صالة الشيخ صالح بن علي التركي في غرفة التجارة والصناعة بجدة خلال اللقاء العلمي الدوري للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الذي انعقد أمس. وركز اللقاء أيضا على ثقافة التقاضي التي شهدت تطورا لافتا خلال الأعوام الماضية، وفقا للقاضي بالمحكمة العامة بجدة الشيخ عبدالرحمن الحسيني الذي اعتبر أن المحامي خير من ألف مدع «أفضل أن يراجعني محام على أن يراجعني ألف متقاض لا يدرك اللوائح والقوانين وسبل الترافع». وقال الشيخ الحسيني إن ارتفاع معدل الثقافة والتعليم بين السعوديين أسهم في إدارة المرافعات بطريقة حضارية تختلف كثيرا عن السابق «الزوجان المثقفان وأصحاب المستوى التعليمي الأفضل يكون تقاضيهم على أعلى مستوى دون تلاسن ولا تجاوزات، على عكس أصحاب المستويات التعليمية المتدنية فإنهم يتجاوزون في حوارهم وتتعالى أصواتهم بالألفاظ غير المناسبة والخارجة».