عندما نمعن النظر هذه الأيام في الأسماء التي تتصدر واجهة الرياضة الخليجية، خاصة فيما يتعلق بكرة القدم.. سنتفق حتماً على مدى تواضعها مقارنة بنجوم الزمن الجميل.. فاللاعب المصنوع أصبح علامة ثابتة في الرياضة الخليجية، الأمر الذي ساهم في هذا الإيقاع البطيء الذي نشاهده ويخلق في دواخلنا شيئا من الملل والكآبة! في وقت كانت فيه الموهبة هي السمة البارزة سابقا لكل من وطئت قدماه المسطح الأخضر.. وبغض النظر عن الأسباب الفلسفية والاجتماعية لطغيان هذه الحالة على نجوم هذا العصر وغياب المتعة والإثارة في كثير من الأحيان، إلا أننا مطالبون بدراسة هذا الواقع التعيس والأقرب للإفلاس من أي شيء آخر، فعندما تتلاشى الموهبة أمام الصناعة التكتيكية وخيارات المدربين الجامدة التي دائما ما تسقط اللاعب الماتع والمهاري من الحسابات.. فهذا يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة وخطيرة في عالم كرة القدم الخليجية تسير باتجاه معاكس للتطور الطبيعي الذي من المفترض أن تكون عليه عجلة التقدم الكروي في جميع أنحاء العالم، ولعل زيادة حالة التذمر وشعورنا المستمر بالندم والأسف نتيجة قضاء 90 دقيقة من أوقاتنا في «فرجة» بائسة لم تحمل شيئا يستحق الانتظار والترقب.. هو دليل حقيقي على أن الرياضة المحببة لدينا مهددة بالاغتيال.. وأن مشهد «الطيور المهاجرة» مرشح للظهور هذه المرة بحثا عن المتعة.. فكرة القدم في حقيقتها هي رياضة لا تساوي شيئا عندما تخلو من المتعة والإثارة.. وإلا ما الذي يجبرنا على المشاهدة والمتابعة؟ نحتاج إلى من يستوعب هذا التصور ويدفع بالرياضة الخليجية نحو التقدم الحقيقي الذي من شأنه استقطاب المزيد والمزيد من الجماهير.. أما أن نبقى رهنا لقناعات المدربين الأجانب الذين ساهموا بطمعهم وجشعهم في تأخر رياضتنا وتعاستها.. ويتحكمون بنا كيفما شاؤوا.. فهذا لا يمكن قبوله.. فالمدرب همه الأول أن يكون ناجحا بمقاييسه الاقتصادية الخاصة.. ولا يفكر أبدا بكيفية جلب المتعة للمشاهد الخليجي.. وبالتالي انعدمت المواهب الرياضية وأصبحت تتوارى يوما بعد آخر خاصة أنها لم تعد تحظى بالقبول من هؤلاء المدربين الذين طالما حرمونا من أسماء كفيلة بتحطيم كل أرقام المتعة.. فهل نستوعب هذا الخطر؟