لا بد ألا يستغرب المتابع الرياضي من الحملة التي أدمن الهريفي على شنها في كل مناسبة رياضية على لاعبي الهلال الذين يمثلون المنتخب.. فالمسألة من جانب الهريفي تأتي بدافع تصفية الحسابات والتقليل من كل ما هو أزرق.. ولا نبالغ عندما نقول إنها تأتي بدافع الغيرة من استمرار الهلال كيانا وأفرادا على تحقيق المكتسبات منذ أن كان طفلا صغيرا.. وحتى اليوم..! فكل التفسيرات يجب ألا تذهب بعيدا عن هذا المنحى خاصة أن اللاعب السابق المهمش سبق أن شن في «خليجي 19» هجوما لاذعا على قائد المنتخب آنذاك ياسر القحطاني.. قبل أن يوجه له الأخير ردا قاسيا زاد من حنقه ليستمر في حملته الموجهة ضد الهلاليين؛ حتى وهم يرتدون شعار الوطن.. ولعل أحاديثه الأخيرة في برنامج كورة تجاه قائد المنتخب الحالي محمد الشلهوب هي في الحقيقة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الهريفي التي وصلت إلى حد الغباء والبعد كل البعد عن لغة العقل والمنطق التي هي في الأصل غير منتظرة من الهريفي وأصحاب العقد النفسية الذين مازالوا يتذوقون طعم مرارة السنين العجاف.. فلاعب مثل الهريفي عاش سنوات تحت وطأة ظروف محبطة لم تكن لتحدث لو أنه ارتدى الفانيلة الزرقاء.. ومن الطبيعي جدا أن يحاول ممارسة هذه اللعبة بعد أن عجز عن ممارستها في السابق ولم يعد أمامه إلا «الكلام» والأحاديث الفارغة.. إذا كان الهريفي مؤمنا بأن حفل اعتزاله لن يقام إلا بالنيل من الهلال ونجومه.. ومحاولة تكريسه إعلاميا حتى يحقق ما عجز عنه طوال السنوات الماضية.. فهذا أمر يستحق الشفقة على المستوى الإنساني.. ويمكن أن يتسامح معه الهلاليون.. لكن عليه ألا يمارس الكذب على الفضاء ويحاول الضحك على الأجيال الناشئة من خلال تمرير بعض الأكاذيب كقوله إنه لم يهزم في أي مباراة أمام الهلال.. فهذا كذب وهراء.. وكأنه لم يذق مرارة الهزيمة في مباريات كثيرة منها نهائي جدة الشهير الذي انتهى هلاليا 3/ صفر عام 1409، أتمنى أن يدرك الهريفي جيدا أن التاريخ الرياضي يحفظ له الإيجابيات مثلما يحفظ له الكثير من السلبيات...!