فتح موسم حصاد الذرة الرفيعة في جازان الباب على مصراعيه أمام الآلاف من الشباب للعمل وإزاحة هم البطالة ولو قليلا عن طريقهم وشغل أوقات فراغهم بشيء مفيد، حيث يعبرون إلى حقول الذرة إما لمساعدة أسرهم أو أصحاب المزارع من كبار السن في الحصاد في عادة سنوية تسمى «المعونة»، في حين يعمل آخرون بأجر بدلا عن الاستعانة بعمال غير نظاميين وهو خيار بدأ جاذبا للكثير من أصحاب المزارع. وتشتهر جازان بزراعة الذرة الرفيعة والتي تعد تدخلا في عمل الكثير من الأطعمة الشعبية في المنطقة، ومن أهمها أقراص «الخمير». ويوجد في المنطقة نحو 30 ألف مزرعة تنتج 95 % من الإنتاج المحلي من الذرة الرفيعة، إضافة إلى باقي مجموعة الحبوب كالدخن والسمسم والذرة الشامية مستفيدة من وفرة مياه الأمطار الموسمية ووجود سد وادي جازان الذي يسقي الكثير من مزارع الذرة، إضافة إلى الآبار الارتوازية. فرص عمل واعتبر عدد من الشباب في حديثهم ل«شمس» أن عملهم في حصاد الذرة يساعدهم على تدبر أمور حياتهم اليومية ويهيئ لهم وضعا أفضل من الجلوس في منازلهم والملل يقتلهم. وقال عيسى مجرشي «من سكان صبيا» إنه لا يمانع في العمل في تلك المزارع بأجر يومي لأن ذلك يساعده على توفير مصاريفه بدلا من طلب المساعدة من الآخرين خاصة أنه لا يحمل سوى الشهادة الابتدائية وفرص العمل أمامه قليلة جدا: «هناك عمال مزارع يتقاضون أجرا يوميا يصل إلى 35 ريالا وأكثر وأحيانا يصل إلى 300 ريال أسبوعيا، ورغم تواضع الأجر إلا أنه في كل الأحوال أفضل من الجلوس في البيت وقضاء الوقت في السهر ليلا والنوم نهارا والاعتماد على سياسة الاقتراض». وأضاف أن هناك شبابا يعملون بدافع إنساني لمساعدة جيرانهم وغيرهم خاصة أن بعض الأسر تعتمد بعد الله على محصول الذرة في تدبير شؤون حياة أفرادها. أما يحيى الصبياني فذكر أنه يعمل مع أحد أقاربه الذي منحه أجره مقدما: «عملت في عدة مواقع مختلفة، فالأمر ليس مقتصرا على الحقول فقط، ولكن هناك أعمال أخرى في المطاعم وتوصيل الطلبات إلى المنازل والمدارس وغيرها»، مشيرا إلى أنه مستعد للعمل في أي مجال ما دام شريفا ولا غبار عليه لأنه سيكون معتمدا على نفسه: «الشاب السعودي أثبت تفوقا في الأعمال الحرفية فلماذا لا يتم نشر هذه الأنشطة لأن المجتمع بدأ يعي تماما أهمية العمل وأهمية العامل لأن المهن جميعها مكملة لبعضها ولا سبيل للاستغناء عنها». يمتلكون الخبرة من جهته قال صالح حمدي «صاحب مزرعة» إنه يستأجر بعض العمال الذين يطلبون أحيانا أجورا منخفضة: «هنالك شباب من قريته يساعدونه كل عام وبشكل سنوي في موسم الحصاد». وذكر أن العديد من شباب القرى يمتلكون المهارات اللازمة في أعمال المزارع وهم بكل تلك المؤهلات أفضل من الاستعانة بالعمالة الوافدة لاعتبارات كثيرة كما أنها فرص عمل لهم بدلا من الجلوس في منازلهم.